أي: إن الله عز وجل بَيَّنَ له الطريق وما يؤدي إليه ذلك الطريق بيانا واضحا، وهذا مثل قوله تعالى:{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}[لبلد: ١٠] أي: بَيَّنَا له طريق الخير والشكر وطريق الشر والكفر، فمنهم من سلك هذا الطريق، ومنهم من سلك ذاك الطريق، فانقسم الناس إلى شاكر لنعمة الله تعالى وقائم بحقوقه سبحانه، وإلى كافر لنعمة الله تعالى فلم يقم بحقه سبحانه بل كفر به وسلك الطريق الموصل إلى الهلاك، قال تعالى:{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى}[فصلت: ١٧]، وقد جاء في الحديث.
• عن أبي مالك الأشعريّ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الطّهور شطر الايمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماوات والأرض، والصّلاة نور، والصّدقة برهان، والصّبر ضياء، والقرآن حجّة لك أو عليك، كلّ النّاس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها".
صحيح: رواه مسلم في الطّهارة (٢٢٣) عن إسحاق بن منصور، حدثنا حبان بن هلال، حدثنا أبان، حدثنا يحيى، أنّ زيدًا حدّثه، أنّ أبا سلّام حدّثه، عن أبي مالك الأشعريّ، فذكره.
• عن جابر بن عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لكعب بن عجرة:"يا كعب بن عجرة! الصوم جُنّة، والصدقة تطفئ الخطيئة، والصلاة قربان - أو قال: برهان - إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت، النار أولى به، يا كعب بن عجرة! الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها، وبائع نفسه فموبقها".
حسن: رواه أحمد (١٤٤٤١) وعبد الرزاق (٢٠٧١٩) والبزار - كشف الأستار (١٦٠٩) وصحَّحه ابن حبان (٤٥١٤)، والحاكم (٤/ ٤٢٢) كلهم من طريق معمر، عن ابن خُثيم، عن عبد الرحمن بن سابط، عن جابر بن عبد الله، فذكره في حديث طويل.
وإسناده حسن من أجل ابن خُثيم، وهو عبد الله بن عثمان بن خُثيم - مصغرا - القاري المكي، فإنه حسن الحديث.