ومن هذا الوجه أخرجه الحاكم (٤/ ٥٠٠ - ٥٠١) وقال: "صحيح على شرط الشّيخين".
قلت: الصواب أنه حسن فقط من أجل وهب بن جابر فإنّه مختلف فيه فوثّقه ابن معين، والعجليّ، وذكره ابن حبان في الثقات، وجهّله ابن المديني.
وأما قول الحاكم: إنه على شرط الشيخين فهو ليس كما زعم، فإن وهب بن جابر لم يخرج له الشيخان أصلا، وإنما أخرج له أبو داود والنسائيّ فقط.
• عن صفوان بن عسال قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن من قبل مغرب الشمس بابا مفتوحا، عرضه سبعون سنة، فلا يزال ذلك الباب مفتوحا للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه، فإذا طلعت من نحوه لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا".
حسن: رواه ابن ماجه (٤٠٧٠) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عبيد اللَّه بن موسى، عن إسرائيل، عن عاصم (هو ابن أبي النجود)، عن زر (هو ابن حبيش)، عن صفوان بن عسال قال: فذكره.
ورواه الترمذيّ (٣٥٣٥، ٣٥٣٦)، وأحمد (١٨٠٩٥)، وصحّحه ابن حبان (١٣٢١) كلهم من وجه آخر، عن عاصم به مطولا كما هو مذكور في كتاب التوبة.
وإسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود.
[١٠ - باب الآية الخامسة: نزول عيسى ابن مريم]
• عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده ليوشكنَّ أن ينزل فيكم ابنُ مريم حكمًا عدلًا، فيكسر الصّليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المالُ حمتى لا يقبله أحدٌ حتى تكون السّجدة الواحدة خير من الدّنيا وما فيها". ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتُم: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [سورة النساء: ١٥٩].
متفق عليه: رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤٤٨)، ومسلم في الإيمان (١٥٥) كلاهما من حديث يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن شهاب، أن سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة يقول (فذكره).
وقوله تعالى: {قَبْلَ مَوْتِهِ} الضّمير يعود إلى عيسى عليه السّلام هذا هو الصّحيح، وهو مروي عن ابن عباس، وأبي هريرة، وغيرهما.
ومن قال: الضّمير يعود إلى أهل الكتاب فقد أوّل تأويلًا بعيدًا.
• عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "واللَّه لينزلن ابن مريم حكما عادلا، فليكسرن الصليب، وليقتلن الخنزير، وليضعنّ الجزية، ولتتركن القِلاص،