• عن أبي جحيفة قال: قلت لعلي - رضي الله عنه -: هل عندكم شيء من الوحي إِلَّا ما في كتاب الله؟ قال: لا، والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، ما أعلمه إِلَّا فهما يعطيه الله رجلًا في القرآن، وما في هذه الصحيفة. قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر.
صحيح: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٣٠٤٧) عن أحمد بن يونس، حَدَّثَنَا زهير، حَدَّثَنَا مطرف أن عامرًا حدثهم عن أبي جحيفة، فذكره.
• عن أبي موسى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فُكّوا العاني - يعني الأسير - وأطعموا الجائع، وعودوا المريض".
صحيح: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٣٠٤٦) عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن أبي موسى قال. فذكره.
٢ - باب الأسير المسلم يُصَلِّي ركعتين عند القتل
• عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة رهط سرية عينا، وأمّر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطّاب، فانطلقوا حتَّى إذا كانوا بالهدأة - وهو بين عسفان ومكة - ذكروا لحي من هذيل يقال لهم: بنو لحيان، فنفروا لهم قريبًا من مائتي رجل كلّهم رام، فاقتصوا آثارهم حتَّى وجدوا مأكلهم تمرا تزودوه من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب، فاقتصوا آثارهم، فلمّا رآهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى فدفد، وأحاط بهم القوم، فقالوا لهم: انزلوا وأعطونا بأيديكم ولكم العهد والميثاق، ولا نقتل منكم أحدًا، قال عاصم بن ثابت أمير السرية، أما أنا فوالله لا أنزل اليوم في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيك، فرموهم بالنبل، فقتلوا عاصمًا في سبعة، فنزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد والميثاق، منهم: خبيب الأنصاريّ، وابن دثنة، ورجل آخر، فلمّا استمكنوا منهم، أطلقوا أوتار قسيهم، فأوثقوهم، فقال الرّجل الثالث: هذا أول الغدر، والله لا أصحبكم، إن لي في هؤلاء لأسوة، يريد القتلى فجرروه، وعالجوه على أن يصحبهم، فأبى، فقتلوه، فانطلقوا بخبيب وابن دثنة حتَّى