للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: "فناداني ملك الجبال، فسلّم عليَّ ثم قال: يا محمد، إنّ اللَّه عزّ وجلّ قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربُّك إليك، لتأمرني بأمرك، فما شئتَ؟ إن شئتَ أن أطبِّق عليهم الأخشبين". فقال له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بل أرجو أن يخرجَ اللَّهُ من أصلابهم من يعبد اللَّه وحدَه، ولا يشرك به شيئًا".

متفق عليه: رواه البخاريّ في بدء الخلق (٣٢٣١)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٩٥) كلاهما من حديث ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، حدثني عروة بن الزبير، فذكر الحديث. واللّفظ المسلم، ولفظ البخاريّ نحوه.

وقوله: "بقرن الثعالب" هو ميقات أهل نجد، ويقال له: قرن المنازل أيضًا.

وقوله: "الأخشبين" هما جبلا مكة - أبو قُبيس والذي يقابله.

وقعت هذه القصة بعد رجوع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من الطائف.

١٨ - باب أنّ اللَّه وكّل بالرّحم ملكًا يكتب عمل الإنسان

• عن عبد اللَّه بن مسعود يقول: حدّثنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو الصادق المصدوق: "إنّ خلق أحدكم يُجمع في بطن أمه أربعين يومًا وأربعين ليلةً، ثم يكون علقة مثله، ثم يكون مضغة مثله، ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات فيكتب: رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد، ثم ينفخ فيه الرّوح، فإنّ أحدَكم ليعملُ بعمل أهل الجنّة حتى لا يكون بينها وبينه إلّا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النّار فيدخل النار، وإنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النّار حتى ما يكون بينها وبينه إلّا ذراع فيسبق عليه الكتاب، فيعملُ عمل أهل الجنة فيدخلها".

متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٥٤)، ومسلم في كتاب القدر (٢٦٤٣) كلاهما من حديث شعبة، حدثنا الأعمش سمعتُ زيد بن وهب، سمعتُ عبد اللَّه بن مسعود، فذكر الحديث، واللّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم نحوه.

• عن حذيفة بن أَسيد الغفاريّ قال: سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إذا مرَّ بالنّطفة ثنتان وأربعون ليلة، بعث اللَّه إليها ملكًا فصوَّرها، وخلق سمعها وبصرَها وجلدها ولحمها وعظامها. ثم قال: يا ربّ أذَكرٌ أمْ أنْثى؟ فيقضي ربُّك ما شاء. ويكتبُ الملكُ، ثم يقول: يا ربّ أجلُه، فيقول ربّك ما شاء. ويكتبُ الملكُ، ثم يقول: يا ربّ رزقُه، فيقضي ربُّك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يخرج الملك بالصّحيفة في يده فلا يزيد ما أمر ولا ينقص".

<<  <  ج: ص:  >  >>