طريق ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن سنان بن عبد الرحمن الصدفي، أن عبد الله بن عمْرو بن العاص كان يقول:"من توفي يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وُقِيَ الفتان"، إلَّا أنه لم يرفعه، وحكمه الرفع، لأن فيه الإخبار عن الغيبيات، وابن وهب كان سماعه من ابن لهيعة قبل اختلاطه.
أما ما رواه الترمذي (١٠٧٤) عن محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وأبو عامر العقدي، قالا: حدثنا هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، عن عبد الله بن عمْرو مرفوعًا: : ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلَّا وقاه الله فتنة القبر" ففيه انقطاع، فإن ربيعة بن سيف لم يسمع من عبد الله بن عمْرو، وقد أكَّدَ بذلك الترمذي نفسه فقال: "حسن غريب" وقال: هذا حديث ليس إسناده بمتصل، ربيعة بن سيف إنَّما يروي عن أبي عبد الرحمن الحُبلي، عن عبد الله بن عمْرو، ولَا نعرِفُ لربيعة سماعًا من عبد الله بن عمْرو"، هكذا في نسخة فؤاد عبد الباقي، وفي نسخة أخرى قال:"غريب" فقط وهو الصحيح، لأن الحسن والانقطاع لا يجتمعان.
وللحديث طرق أخرى غير أنَّ ما ذكرته هو أصحها.
وفي الباب حديثان ضعيفان:
أحدهما: حديث أنس بن مالك رواه أبو يعلى (٤٠٩٩) وفي سنده يزيد الرقاشي وهو ضعيف.
والثاني: حديث جابر بن عبد الله، أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(٣/ ١٥٥)، وفيه عمر بن موسى ذاهب الحديث، قال أبو نعيم:"غريب من حديث جابر، تفرد به عمر بن موسى وهو مدني فيه لين".
انظر للمزيد "كتاب الجمعة".
[١٧ - الرباط في سبيل الله وقاية من عذاب القبر]
• عن سلمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عملُه الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقُه، وأمن الفُتَّان".
صحيح: رواه مسلم في كتاب الإمارة (١٩١٣) عن عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي، حدثنا أبو الوليد الطيالسي، حدثنا الليث (يعني ابن سعد) عن أيوب بن موسى، عن مكحول، عن شرحبيل بن السِّمْط، عن سلمان فذكره.
وقوله:"الفُتَّان" بضم الفاء، جمع فاتن، ويحمل على أنواع من الفتن بعد الإقبار من ضغطة القبر، والسُؤال والتعذيب في القبر.
وضبط بعضهم بفتح الفاء، وهو الذي يفتن المقبور بالسؤال فيعذبه.
• عن فَضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل الميت يُختم على عمله إلا