اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: ١٣] قال: وقال مالك: أهل الإسلام كلهم بعضهم لبعض أكفاء؛ لقول اللَّه جل وعز في التنزيل:{إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى}.
وذكر عن مالك أنه قال: ومما يبين ذلك أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة أنكح سالما فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة، ولم ينكر ذلك عليه، ومما يبين ذلك أيضًا أن خباب الأنصاري كانت تحته امرأة من قريش من بني هاشم، وقد أنقض على من يقول أن العرب لا تتزوج في قريش، ولم أر أحدًا من أهل الفقه والفضل، ولم أسمع أنه أنكر أن يتزوج العرب في قريش، ولا أن يتزوج الموالي في العرب وقريش، إذا كان كفؤها في حاله" انتهى. انظر: "الأوسط" (٨/ ٢٢١).
فائدة مهمة: ويروى عن الحسن: أتاه رجل فقال: إن لي بنتًا أحبها، وقد خطبها غير واحد، فمن تُشير علي أن أزوجها؟ قال: "زوّجها رجلًا يتقي اللَّه، فإنه إن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها. انظر للمزيد:"المنة الكبرى"(٦/ ١٣٢).
[١٢ - باب اعتبار الحرية في الكفاءة]
• عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: كان في بريرة ثلاث سُنن، فكانت إحدى السنن الثلاث أنها أُعتقت فخُيِّرتْ في زوجها. وقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الولاء لمن أعتق" ودخل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "الولاء لمن أعتق" ودخل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- والبرمة تفور بلحم فقُرّب إليه خبز وأدم من أدم البيت. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ألم أر البرمة فيها لحم؟ " فقالو: بلى. يا رسول اللَّه، ولكن لحم تصدّق به على بريرة، وأنت لا تأكل الصّدقة، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "هو عليها صدقة، وهو لنا هدية".
متفق عليه: رواه مالك في الطلاق (٢٩) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن القاسم بن محمد، عن عائشة فذكرته. ورواه البخاري في الطلاق (٥٢٧٩)، ومسلم في الطلاق (١٥٠٤: ١٤) كلاهما من طريق مالك، به.
• عن عائشة زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قالت: كان زوج بريرة عبدًا، فخيّرها رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فاختارت نفسها، ولو كان حرّا لم يخيرها.
صحيح: رواه مسلم في الطلاق (١٥٠٤: ٩) من طرق عن جرير بن عبد الحميد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
قال مسلم بعد أن رواه عن جمع عن هشام:"غير أن في حديث جرير قال: وكان زوجها عبدا، فخيَّرها رسول اللَّه. . . ".
قلت: هي من زيادة ثقة وهي مقبولة عند جمهور أهل العلم.
وأما ما روي عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، أنها أعتقتْ بريرة، فخيَّرها