ذكر ابن إسحاق أن خروج النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى هوازن بعد الفتح في خامس شوال سنة ثمان. ذكره ابن كثير في "البداية والنهاية"(٦/ ٥).
وقال الواقدي في المغازي (٣/ ٨٨٩): ثمّ غدا يوم السبت لست ليال خلون من شوال، واستعمل على مكة عتاب بن أسيد يُصَلِّي بهم، ومعاذ بن جبل يعلمهم السنن والفقه، وانتهى إلى حنين في عاشره".
وحنين: واد إلى جنب ذي المجاز قريب من الطائف، بينه وبين مكة بضعة عشر ميلا من جهة عرفات. ويعرف اليوم بالشرائع، بل يسمى رأسه الصدر، وأسفله الشرائع، "المعالم الأثيرة للشرّاب".
وهوازن: قبيلة مضرية عدنانية في شمال الجزيرة تفرعت منها فروع كثيرة - أشهرها ثقيف التي استقرت في مدينة الطائف.
١ - باب سبب خروج النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين
• عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما فرغ من فتح مكة جمع مالك بن عوف النصري بني نصر وبني جشم وبني سعد بن بكر وأوزاعًا من بني هلال، وهم قليل، وناسًا من بني عمرو بن عامر وعوف بن عامر، وأوعيت معه ثقيف الأحلاف، وبنو مالك، ثمّ سار بهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وساق معه الأموال والنساء والأبناء، فلمّا سمع بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي، فقال: "اذهب فادخل في القوم حتَّى تعلم لنا من علمهم" فدخل فيهم فمكث فيهم يومًا أو اثنين، ثمّ أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره خبرهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن الخطّاب: "ألا تسمع ما يقول ابن أبي حدرد؟ " فقال عمر: كذب، فقال ابن أبي حدرد: والله لئن كذبتني يا عمر لربما كذبت بالحق، فقال عمر: ألا تسمع يا رسول الله! ما يقول ابن أبي حدرد؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد كنت يا عمر! ضالا فهداك الله عَزَّ وَجَلَّ" ثمّ بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى صفوان بن أمية فسأله أدراعًا عنده مائة درع، وما يصلحها من عدتها، فقال: أغصبا