من طريق حَبَّان بن هلال، حدثنا همام، حدثنا ثابت، حدثنا أنس بن مالك، أن أبا بكر الصديق، حدّثه قال: فذكره. واللفظ لمسلم.
١٨ - باب قوله: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٤١)}
قوله: {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} أي الّذي يقاتل لإعلاء كلمة الله فهو في سبيل الله.
• عن أبي موسى قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله".
متفق عليه: رواه البخاري في فرض الخمس (٣١٢٦)، ومسلم في الإمارة (١٩٠٤) كلاهما عن محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا وائل، قال: حدثنا أبو موسى الأشعري، قال: فذكره. واللفظ للبخاري. ولفظ مسلم نحوه.
قوله: {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ} أي الجهاد في سبيل الله تعالى خير لكم في الدنيا والآخرة، فلكم في الدنيا غنيمة، وفي الآخرة أجر عند الله تعالى.
• عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "تكفل الله لمن جاهد في سبيله، لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله، وتصديق كلماته أن يدخله الجنة، أو يردّه إلى مسكنه بما نال من أجر أو غنيمة".
متفق عليه: رواه مالك في الجهاد (٩٧٤) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره. ورواه البخاري في التوحيد (٧٤٦٣) من طريق مالك به.
ورواه مسلم في الإمارة (١٠٤: ١٨٧٦) من وجه آخر عن أبي الزناد به.
١٩ - باب قوله: {لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (٤٤)}
• عن ابن عباس قال: {لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} نسختها التي في سورة النور: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} إلى قوله تعالى {غَفُورٌ رَحِيمٌ} [سورة النور: ٦٢].
حسن: رواه أبو داود (٢٧٧١) - ومن طريقه البيهقي (٩/ ١٧٣ - ١٧٤) - عن أحمد بن محمد بن ثابت المروزي، حدثني علي بن حسين، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.