٦ - باب كان جبريل يتمثّل بالرّجل
قال اللَّه تعالى: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} [سورة مريم: ١٧].
والرّوح اسمٌ من أسماء جبريل عليه السلام، مثل قوله تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} [سورة القدر: ٤]. قال ابن عباس: الرّوحُ هو جبريل.
• عن أبي هريرة، قال: كان النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بارزًا يومًا للنّاس، فأتاه رجل فقال (فذكر الحديث بطوله).
وفيه قال النّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هذا جبريل جاء يعلِّمُ النّاس دينَهم".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (٥٠)، ومسلم في الإيمان (٩) كلاهما من حديث إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، عن أبي حيان التّيمي، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، فذكر الحديث بطوله. انظر أوائل الإيمان. ولم يذكر في الحديث هيئة جبريل ولكن الظّاهر أنه أتى بالصّورة التي وصفها عمر بن الخطّاب في الحديث الآتي.
• عن عائشة، أنّ الحارث بن هشام، سأل النّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: كيف يأتيك الوحيُ؟ قال: كلُّ ذلك، يأتيني الملكُ أحيانًا في مثل صلصلة الجرس فيفصم عني وقد وعيتُ ما قال، وهو أشدُّ عليَّ، ويتمثّل لي الملك أحيانًا رجلًا فيكلّمني فأعي ما يقول".
متفق عليه: رواه البخاريّ في بدء الخلق (٣٢١٥)، ومسلم في الفضائل (٢٣٣٣) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرت الحديث.
• عن عمر، قال: "بينما نحن عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثّياب، شديد سواد الشّعر، لا يُرى عليه أثر السَّفر، ولا يعرفه منا أحد". فذكر الحديث، وفيه: قال النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا عمر، أتدري من السّائل؟ ". قلت: اللَّه ورسوله أعلم. قال: "فإنّه جبريل أتاكم يعلّمكم دينكم".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٨) من طرق عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب، فذكر الحديث بطوله. انظر: أوائل كتاب الإيمان.
• عن أنس: "أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشقّ عن قلبه، فاستخرج القلب". الحديث.
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٦٢: ٢٦١) عن شيان بن فروخ، حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا ثابت البنانيّ، عن أنس بن مالك، فذكر الحديث في قصة الإسراء والمعراج.