تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور".
متفق عليه: رواه البخاريّ في النكاح (٥٢١٩)، ومسلم في اللباس (٢١٣٠) من طريق هشام (هو ابن عروة)، حدثتني فاطمة (هي ابنة المنذر)، عن أسماء، فذكرته.
• عن عائشة أن امرأة قالت: يا رسول اللَّه، أقول: إن زوجي أعطاني ما لم يعطني؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور".
صحيح: رواه مسلم في اللباس والزينة (٢١٢٩) عن محمد بن عبد اللَّه بن نمير، ثنا وكيع وعبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
ومعنى الحديث كما قال النووي:"قال العلماء: معناه المتكثر بما ليس عنده بأن يُظهر أن عنده ما ليس عنده، يتكثر بذلك عند الناس ويتزين بالباطل فهو مذموم، كما يذم من لبس ثوبي زور. قال أبو عبيد وآخرون: هو الذي يلبس ثياب أهل الزهد والعبادة والورع، ومقصوده أن يظهر للناس أنه متصف بتلك الصفة، ويظهر من التخشع والزهد أكثر مما في قلبه، فهذه ثياب زور ورياء. وقيل: هو كمن لبس ثوبين لغيره وأوهم أنهما له. وقيل: هو من يلبس قميصًا واحدًا ويصل بكميه كمين آخرين، فيظهر أن عليه قميصين. وحكى الخطابي قولا آخر أن المراد هنا بالثوب الحالة والمذهب، والعرب تكني بالثوب عن حال لابسه، ومعناه أنه كالكاذب القائل ما لم يكن، وقولا آخر أن المراد الرجل الذي تطلب منه شهادة زور فيلبس ثوبين يتجمل بهما فلا ترد شهادته لحسن هيئته. واللَّه أعلم".
[١٩ - باب ما يحرم من الثياب على النساء]
• عن أم سلمة قالت: استيقظ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من الليل وهو يقول:"لا إله إلا اللَّه، ماذا أنزل الليلة من الفتن، ماذا أنزل من الخزائن، من يوقظ صواحب الحجرات، كم من كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة"
صحيح: رواه البخاريّ في اللباس (٥٨٤٤) عن عبد اللَّه بن محمد، ثنا هشام، أخبرنا معمر، عن الزهري، أخبرتني هند بنت الحارث، عن أم سلمة، فذكرته.
وزاد في آخره: قال الزهري: وكانت هند لها أزرار في كميها بين أصابعها.
قوله:"كم من كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة" جاء في تفسيره أقوال كثيرة منها أنها كاسية بالثياب، لكنها شفافة لا تستر عورتها، فتعاقب في الآخرة بالعري جزاء على ذلك.