واحدًا، ثم قال: "لعله يُخفَّفْ عنهما ما لم ييبسا".
وفي رواية: "وكان الآخر لا يستنْزه عن البول، أو من البول".
متفق عليه: رواه البخاري في الوضوء (٢١٨)، وفي الجنائز (١٣٦١)، ومسلم في الطهارة (٢٩٢) كلاهما من طريق الأعمش، قال: سمعت مجاهدًا يحدِّث عن طاوس، عن ابن عباس، قال: فذكره. واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.
• عن أبي وائل، عن حذيفة أنه بلغه أن رجلا يَنِمُّ الحديث، فقال حذيفة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يدخل الجنة نَمّام".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٠٥) من طرق عن مهدي - وهو ابن ميمون -، حدثنا واصل الأحدب، عن أبي وائل، فذكره.
٣ - باب قول: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (١٣)}
قوله: {عُتُلٍّ} أي: غليظ الخلق غير منقاد للحق، وقيل: معناه: الشديد في كفره، وكل شديد عند العرب عتل، وأصله من العتل: وهو الدفع بالعنف كما قال تعالى: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ} [الدخان: ٤٧].
وقوله: {زَنِيمٍ} أي اللصيق وهو من يدعي أنه من قوم وليس منهم، مأخوذ من الزنمة، وهي قطعة من أذن البعير لا تنزع بل تبقى معلقة بالأذن، ومن معناه أيضا هنة مدلاة في حلق الشاة كالمحلقة بها كما جاء في الصحيح:
• عن ابن عباس قال: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} رجل من قريش، له زنمة مثل زنمة الشاة. صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٩١٧) عن محمود، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي حصين، عن مجاهد، عن ابن عباس، فذكره.
• عن ابن عباس في قوله: {بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} قال: نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (١٠) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} قال: فلم نعرفه حتى نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - {بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} قال: فعرفناه، له زنمة كزنمة الشاة.
حسن: رواه ابن جرير في تفسيره (٢٣/ ١٦٦) عن الحسين بن علي الصدائي قال: حدثنا علي بن عاصم قال: ثنا داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل علي بن عاصم ففيه كلام ولكن ما رواه له أصل، فلا بأس من تحسينه.
قوله: "فعرفناه" هو رجل من قريش كما في الحديث السابق، قالوا: هو الوليد بن المغيرة لأنه كان ذا سعة في المال وكثير الأبناء، ادعاه أبوه بعد ثماني عشرة سنة من مولده.
والوصف الذي ذكر في هذه السورة بقوله تعالى: {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (١٤) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا