من طريق الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أن عبد الله بن عباس أخبره، أن أبا سفيان أخبره، فذكره، والسياق للبخاري.
قوله:"مادَّ فيها" أي صالحهم على ترك القتال.
قوله:"أسقفا" لفظ معرب، ومعناه عالم النصارى أو رئيسهم الديني.
قوله:"حزاء" أي كاهنا يخبر عن المغيبات.
قوله:"إثم الأريسيين" جمع أريسي وهو الفلاح، والمراد به أتباعه من أهل مملكته.
قوله:"بطارقته" جمع بطريق، وهم خواص دولته وأهل مشورته.
قوله:"دسكرة" أي قصر حوله، أو فيه منازل للخدم وأشباههم.
• عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ينطلق بصحيفتي هذه إلى قيصر وله الجنة؟ " فقال رجل من القوم: وإن لم أقتل؟ قال:"وإن لم تقتل"، فانطلق الرجل به فوافق قيصر وهو يأتي بيت المقدس قد جعل له بساط لا يمشي عليه غيره، فرمى بالكتاب على البساط وتنحى، فلما انتهى قيصر إلى الكتاب أخذه، ثم دعا رأس الجاثليق، فأقرأه، فقال: ما علمي في هذا الكتاب إلا كعلمك، فنادى قيصر: من صاحب الكتاب؟ فهو آمن فجاء الرجل، فقال: إذا أنا قدمت فأتني، فلما قدم أتاه، فأمر قيصر بأبواب قصره فغلقت، ثم أمر مناديا ينادي: ألا إن قيصر قد اتبع محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وترك النصرانية، فأقبل جنده وقد تسلحوا حتى أطافوا بقصره، فقال لرسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قد ترى أني خائف على مملكتي، ثم أمر مناديا فنادى: ألا إن قيصر قد رضي عنكم، وإنما خبركم لينظر كيف صبركم على دينكم فارجعوا، فانصرفوا، وكتب قيصر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني مسلم وبعث إليه بدنانير، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قرأ الكتاب:"كذب عدو الله ليس بمسلم، وهو على النصرانية" وقسم الدنانير.
صحيح: رواه ابن حبان (٤٥٠٤) عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، قال: حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم صاعقة، قال: حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، قال: حدثنا حميد، عن أنس بن مالك، فذكره. وإسناده صحيح.
[٣ - باب كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى]
• عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث بكتابه إلى كسرى مع عبد الله بن حذافة السهمي، فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه مزقه، فحسبتُ (القائل هو الزهري) أن ابن المسيب قال: فدعا عليهم رسول الله