صحيح: رواه البزار - كشف الأستار (٢٢٠٤) عن عبدة بن عبد الله، حدثنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن شريك، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
قال البزار: "لا نعلم أحدًا يرويه عن عمرو إلا محمد بن شريك".
قلت: إسناده صحيح، ومحمد بن شريك أبو عثمان المكي ثقة، وثّقه ابن معين وأحمد وأبو زرعة وغيرهم.
وقال الهيثمي في المجمع (٧/ ٩): "روى البخاري بعضه، ورواه البزار، ورجاله رجال الصحيح".
١٤ - باب قوله: {إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٢٤)}
قوله: {إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ} أي: فرضت عليهم أحكام السبت من تحريم العمل فيه.
وقوله: {عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ} أي: اليهود.
فصار يوم السبت واجبا إحترامه على اليهود مع أنهم يدعون أنهم على ملة إبراهيم، وليس في ملة إبراهيم حرمة السبت، ولذا جاء عيسى عليه السلام ولم يحترم يوم السبت كاحترام اليهود، قائلا: "السبت إنما جعل لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل السبت". (إنجيل مرقس: ٢/ ٢٧).
وكان ذلك من جملة أسباب معاداة اليهود لعيسى عليه السلام، ثم ابتدع النصارى بعد رفع المسيح، فاتخذوا يوم الأحد، وجعلوا يجتمعون فيه للصلاة بحجة قيامة المسيح من القبر يوم الأحد، وهدى الله هذه الأمة ليوم الجمعة، كما جاء في الأحاديث الصحيحة، وأن الله تعالى يخبر يوم القيامة المحق من المبطل في ذلك.
• عن أبي هريرة، أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم، فاختلفوا فيه، فهدانا الله، فالناس لنا فيه تبع، اليهود غدا والنصارى بعد غد".
متفق عليه: رواه البخاري في الجمعة (٨٧٦)، ومسلم في الجمعة (٨٥٥) كلاهما من طريق أبي الزناد، أن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج مولى ربيعة بن الحارث حدثّه، أنه سمع أبا هريرة يقول: فذكره، واللفظ للبخاري.
• عن أبي هريرة، وحذيفة قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا، فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة، المقضي لهم قبل الخلائق".
صحيح: رواه مسلم في الجمعة (٨٥٦) من طرق عن ابن فضيل عن أبي مالك الأشجعي عن