• عن جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدّث عن فترة الوحي:"فبينا أنا أمشي سمعتُ صوتًا من السّماء، فرفعتُ بصري قبل السماء، فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض، فجئثت منه حتى هويت إلى الأرض، فجئت أهلي فقلت: زمِّلوني زمِّلوني، فزمَّلوني، فأنزل الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ} إلى قوله: {فَاهْجُرْ} - قال أبو سلمة: والرجز الأوثان -، ثم حمي الوحي وتتابع".
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٩٢٦)، ومسلم في الإيمان (١٦١: ٢٥٦) كلاهما من طريق اللّيث، حدثني عُقيل بن خالد، عن الزهري، قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن، يقول: أخبرني جابر بن عبد الله، فذكره.
واللّفظ للبخاري، ولم يسق مسلم لفظه كاملا بهذا الإسناد، وإنما ذكر بعضه، وأحال بعضه على إسناد قبله.
• عن يحيى بن أبي كثير قال: سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن، عن أول ما نزل من القرآن، قال:{يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} قلت: يقولون: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}[العلق: ١] فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله عن ذلك وقلت له مثل الذي قلت، فقال جابر: لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"جاورت بحراء، فلما قضيت جواري هبطت، فنوديت، فنظرت عن يميني فلم أر شيئا، ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا، ونظرت أمامي فلم أر شيئا، ونظرت خلفي فلم أر شيئا، فرفعت رأسي فرأيت شيئا، فأتيت خديجة، فقلت: دثِّروني، وصُبّوا عليَّ ماء باردا، قال: فدثَّروني وصَبُّوا عليَّ ماء باردا، قال: فنزلت: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} ".
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٩٢٢) عن يحيى، حدثنا وكيع، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، فذكره.
ورواه مسلم في الإيمان (١٦١: ٢٥٧) من وجه آخر عن يحيى بن أبي كثير به نحوه.