بما هو أهله، ثمّ قال: "أما بعد فإنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وإني والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" ثمّ أمر بتلك المرأة التي سرقت فقطعت يدها قال يونس: قال ابن شهاب: قال عروة: قالت عائشة: فحسنت توبتها بعد وتزوجت وكانت تأتيني بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٠٤) ومسلم في الحدود (٨: ١٦٨٨) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، أخبرنا يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري قال: أخبرني عروة بن الزُّبير، عن عائشة قالت: فذكرته.
[٣٣ - باب من استشهد من المسلمين يوم الفتح]
• عن عروة بن الزُّبير قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة من كَداء، ودخل النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - من كُدَا، فقتل من خيل خالد بن الوليد يومئذ رجلان: حبيش بن الأشعر، وكرْز بن جابر الفهري.
صحيح: رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٨٠) عن عبيد بن إسماعيل حَدَّثَنَا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، فذكره في حديث مطول.
ذكر ابن إسحاق: إن هذين الرجلين سلكا طريقًا فشذا عن عسكر خالد فقتلهما المشركون يومئذ.
[٣٤ - عدد من قتل من المشركين يوم الفتح]
لم يرد بإسناد صحيح عدد قتلى المشركين.
فقيل: قتل قريب من عشرين رجلًا، وقيل أربعة وعشرون رجلًا، وقيل سبعون رجلًا، وقيل غير ذلك.
ذكره الواقدي في المغازي (٢/ ٨٢٧ - ٨٢٨) وموسى بن عقبة وعنه البيهقيّ في السنن الكبرى (٩/ ١٢٠) وغيرها بأسانيد لا يصح منها شيء.
وإنما الصَّحيح هو ما قاله أبو سفيان بن حرب: يا رسول الله! أبيدت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم، رواه مسلم (١٧٨٠) في حديث طويل.
وفيه إشارة إلى أن عددًا من المشركين قد قتلوا.
٣٥ - باب أن مكة فتحت صلحًا لا عنوة
• عن جابر أنه سئل: هل غنمتم يوم الفتح شيئًا؟ قال: لا.
حسن: رواه أبو داود (٣٠٢٣) عن الحسن بن الصبّاح، حَدَّثَنَا إسماعيل - يعني ابن عبد الكريم، حَدَّثَنِي إبراهيم بن عقيل بن معقل، عن أبيه، عن وهب بن منبه قال: سألت جابرًا فذكره.