للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

ورواه (١٤٦٣: ٤٨) من طريق عقبة بن خالد وزهير وشريك كلهم عن هشام بهذا الإسناد أن سودة لما كبرت بمعنى حديث جرير. قال مسلم: وزاد في حديث شريك: قالت: وكانت أول امرأة تزوجها بعدي.

ورواه البخاري في النكاح (٥٢١٢) عن مالك بن إسماعيل، عن زهير، عن هشام به مختصرا.

قلت: شريك هو ابن عبد اللهُ النخعي، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلا فاضلا عابدا، شديدا على أهل البدع، وهذا مما حفظه عن هشام بن عروة لأن العقد على عائشة كان متقدما على العقد بسودة، وهو قول جمهور أهل العلم إلا من شذ.

ولكن دخوله - صلى الله عليه وسلم - على سودة كان بمكة، وأما دخوله على عائشة فتأخر إلى المدينة لأن خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون قالت: يا رسول الله، ألا تتزوج؟ قال: "من؟ " قالت: إن شئت بكرا، وإن شئت ثيبا. قال: "فمن البكر؟ " قالت: ابنة أحب خلق الله إليك، عائشة ابنة أبي بكر. قال: "ومن الثيب؟ " قالت: سودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتبعتك على ما تقول .. فذكرت الحديث بكامله كما ذكر في كتاب النكاح، وهذا يدل على أن العقد على عائشة كان متقدما، وهو الذي تشير إليه عائشة في رواية شريك.

وكان زوجها قبله عليه السلام - السكران بن عمرو أخو سهيل بن عمرو - وكان ممن أسلم وهاجر إلى الحبشة، ثم رجع إلى مكة فمات بها قبل الهجرة.

ماتت - رضي الله عنها - في آخر خلافة عمر بن الخطاب، وقيل غير ذلك. انظر: الإصابة (١١٤٩٥).

[٤ - حفصة بنت عمر بن الخطاب]

• عن سالم بن عبد الله أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يحدّث: أن عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي - وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتوفي بالمدينة - فقال عمر بن الخطاب: أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقال: سأنظر في أمري. فلبثت ليالي ثم لقيني فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا. قال عمر: فلقيت أبا بكر الصديق فقلتُ: إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا، وكنت أوجد عليه مني على عثمان، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدتَ عليّ حين عرضت عليّ حفصة فلم أرجع إليك شيئا؟ قال عمر: قلت: نعم. قال أبو بكر: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت عليّ إلا أني كنت

<<  <  ج: ص:  >  >>