للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال البخاري فيه: "منكر الحديث ضعيف". وقال الدارقطني: "متروك". وقال الساجي: "اتفق أهل العلم على ضعفه". وقال الذهبي في تجريد أسماء الصحابة (١/ ٦٦) بعد ما أشار إلى جزء من الحديث: "فذكر حديثا طويلا منكرا بمرة".

وقال الهيثمي في المجمع (٧/ ٣٢): "رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك".

وإني ذكرت هذا الحديث المختلق لشهرته بين الواعظين وأهل التفسير، وكان ينبغي أن أنزه كتابي هذا عن مثل هذا الحديث المنكر، ولكن ذكرته لبيان ضعفه ونكارته عند أهل العلم، والله الموفق.

٢٩ - باب قوله: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٧٩)}

هذه من صفات المنافقين أنهم لا يتركون أحدا من لمزهم، ولو كانوا مخلصين في أعمالهم.

• عن أبي مسعود قال: لما أمرنا بالصدقة، كنا نتحامل، فجاء أبو عقيل بنصف صاع، وجاء إنسان بأكثر منه، فقال المنافقون: إن الله لغني عن صدقة هذا، وما فعل هذا الآخر إلا رئاء، فنزلت: {يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} الآية.

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٦٦٨)، ومسلم في الزكاة (١٠١٨) كلاهما من طريق بشر بن خالد أبي محمد، أخبرنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن أبي مسعود قال: فذكره. واللفظ للبخاري.

وفي رواية عند البخاري في التفسير (٤٦٦٩) من وجه آخر عن سليمان به ولفظه: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالصدقة، فيحتال أحدنا حتى يجيء بالمدّ، وإن لأحدهم اليوم مائة ألف. كأنه يُعرِّض بنفسه.

• عن ابن عباس قوله: {يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} قال: جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعين أوقية من ذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وجاءه رجل من الأنصار بصاع من طعام، فقال بعض المنافقين: والله ما جاء عبد الرحمن بما جاء به إلا رياءً! وقالوا: إن كان الله ورسولُه لَغنِيّيْنِ عن هذا الصاع.

حسن: رواه ابن جرير الطبري في تفسيره (١١/ ٣٧٨)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٨٥٠) كلاهما من طريق عبد الله بن صالح أبي صالح كاتب الليث، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، فذكره.

وإسناده حسن من أجل علي بن أبي طلحة وهو وإن كان يرسل عن ابن عباس، ولكن الواسطة معروف وهو صدوق في نفسه، وكذلك فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث حسن الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>