للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: {وَالْبَاطِنُ} العالم بكل شيء كما قال ابن عباس. يقال: سأل عمر بن الخطاب كعبا عن هذه الآية، فقال: إن علمه بالأول لعلمه بالآخر، وعلمه بالظاهر لعلمه بالباطن.

• عن سهيل قال: كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شقه الأيمن ثم يقول: "اللهم! رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم! أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شي، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر".

وكان يروي ذلك عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٧١٣) عن زهير بن حرب حدثنا جرير، عن سهيل به.

قوله: "وأنت الظاهر فليس فوقك شيء" فوقية الله على خلقه وعلوه عليهم يشمل علو الذات والقدر والقهر.

٣ - باب قوله: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤)}

قوله: {فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} هي: لأحد والاثنين، والثلاثاء، والأربعاء، والخميس، والجمعة، وفيه تم الخلق كله. وأما يوم السبت فلم يقع فيه خلق، والسبت معناه القطع، أي: انقطع فيه التخليق.

وأما ما روي عن أبي هريرة قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي فقال: "خلق الله عز وجل التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم - عليه السلام - بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل". رواه مسلم في صفة القيامة (٢٧٨٩) ففيه كلام، وقد سبق وهو مخالف للقرآن.

وقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} يسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح، مالك والشافعي وأحمد وإسحاق وغيرهم. وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف، ولا تشبيه، ولا تعطيل.

روي عن نعيم بن حماد شيخ البخاري: "من شبَّه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر".

وقد بسطت الكلام على ذلك في كتاب الإيمان فأغنى عن الإعادة.

وقوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} أي: أنتم لا تخرجون من إحاطته.

<<  <  ج: ص:  >  >>