وقوله:{وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} أي القرآن.
وقوله:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} هم مسلمون.
وقوله:{وَالَّذِينَ هَادُوا} هم اليهود.
وقوله:{وَالصَّابِئُونَ} هم طائفة من المجوس من الفرس وغيرهم، كان لهم كتاب فضيّعوه، وكانوا يقولون:"لا إله إلّا اللَّه". ولكنهم لم يؤمنوا بالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكانوا يرون أن العمل الصالح ينفعهم في الآخرة، ولكن العمل الصالح في نظر الإسلام ما كان موافقًا للشريعة المحمدية بعد إرسال آخر الرسل محمد بن عبد اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فهؤلاء المؤمنون بالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، واليهود والصابئون والنصارى إذا آمنوا باللَّه الواحد، لا شريك له، وآمنوا باليوم الآخر وهو يوم المعاد يوم الجزاء، وعملوا وفق شريعة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مؤمنين به، فهؤلاء لا خوف عليهم في يوم المعاد، ولا هم يحزنون.
وقيل: إن اليهود والنصارى والصابئين الذين كانوا مؤمنين بأنبيائهم قبل بعثة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كاليهود الذين آمنوا بموسى عليه السلام. وعملوا وفق شريعته، والنصارى الذين آمنوا بالمسيح عليه السلام، وعملوا وفق تعاليمه، والصائبين الذين كانوا آمنوا بنبيهم في زمانه، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وأما الآن فلا بد من الإيمان بالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- آخر الأنبياء والرسل، ولا نجاة لهم بدون الإيمان به.
وقوله:{وَالصَّابِئُونَ} بالرفع وحقه النصب، ولكن لما طال الفصل حسن العطف بالرفع.