[٦ - باب إخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه يقاتل الخوارج]
• عن أبي سعيد الخدري قال: كنا جلوسا ننتظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرج علينا من بعض بيوت نسائه، قال: فقمنا معه، فانقطعت نعله، فتخلف عليها علي يخصفها، فمضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومضينا معه، ثم قام ينتظره وقمنا معه فقال:"إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن، كما قاتلت على تنزيله". فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر فقال:"لا، ولكنه خاصف النعل". قال: فجئنا نبشره، قال: وكأنه قد سمعه.
حسن: رواه أحمد (١١٧٧٣) -واللفظ له-، والنسائي في الكبرى (٨٤٨٨)، وأبو يعلى (١٠٨٦)، والطحاوي في مشكله (٤٠٥٨)، وصحّحه ابن حبان (٦٩٣٧)، والحاكم (٣/ ١٢٢ - ١٢٣) كلهم من طرق، عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي، عن أبيه (هو رجاء بن ربيعة) قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: فذكره.
وإسناده حسن من أجل والد إسماعيل وهو رجاء بن ربيعة الزبيدي فإنه حسن الحديث.
ووهمَ من ظن أن إسماعيل بن رجاء هو الحِصني المتروك. وإنما هو إسماعيل بن رجاء بن ربيعة الزبيدي أبو إسحاق الكوفي ثقة وثّقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وغيرهم.
وقوله:"إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن" وفيه إشارة إلى قتال الخوارج الذين هم شرار خلق الله لأنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار، فجعلوها على المؤمنين كما قال ابن عمر.
وأول ما نجم ذلك في زمان علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، فقاتلهم بالنهروان حتى قتل كثيرا منهم، يقال: كانوا ستة آلاف، وقيل: من ثمانية آلاف إلى عشرة آلاف، ولم ينج منهم إلا دون العشرة.
وبذلك ظهرت معجزة ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل الوقوع.
وروي عن ربعي بن حراش قال: حدثنا علي بن أبي طالب بالرحبة، قال: لما كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين فيهم سهيل بن عمرو وأناس من رؤساء المشركين، فقالوا: يا رسول الله! خرج إليك ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقائنا وليس لهم فقه في الدين، وإنما خرجوا فرارا من أموالنا وضياعنا فارددهم إلينا. فإن لم يكن لهم فقه في الدين سنفقههم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا معشر قريش لتنتهن أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين، قد امتحن الله قلوبهم على الإيمان" قالوا: من هو يا رسول الله؟ فقال له أبو بكر: من هو يا رسول الله؟ وقال عمر: من هو يا رسول الله؟ قال:"هو خاصف النعل" وكان أعطى عليا نعله يخصفها، ثم التفت إلينا علي فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"من كذب علي متعمدا فليبوأ مقعده من النار".
رواه الترمذي (٣٧١٥)، والنسائي في خصائص علي (٣١)، والطحاوي في شرح المشكل (٤٠٥٣)