صحيح: رواه مسلم في الجمعة (٨٦٨) من طرق، عن عبد الأعلى، ثنا داود بن عمرو بن سعيد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكر الحديث.
وضماد: هو ابن ثعلبة الأزدي، من أزد شنوءة.
وأخرج حديثه هذا الطبراني في المعجم الكبير (٨/ ٣٦٣)، وأسمه فيه: "ضمام" بالميم في آخره، وهذا ليس تحريفا، فإنه يطلق عليه الاسمان "ضماد" و"ضمام" نبّه على ذلك الحافظ ابن حجر في الإصابة (٢/ ٢١٠).
وفي الصحابة أيضا "ضمام" غير هذا، وهو: ضمام بن ثعلبة السعدي، من بني سعد بن بكر، وهو أشهر وله أحاديث منها حديثه المشهور في محاورته النبي - صلى الله عليه وسلم - وسؤاله إياه عن أمور الإسلام وهو في الصحيحين.
قوله: "من هذه الريح" المراد بالريح هنا الجنون ومسّ الجن.
وقوله: "فهل لك" أي هل لك رغبة في رقيتي.
وقوله: "ناعوس البحر" بالنون، وفي بعض الروايات "قاموس البحر" بالقاف أي وسطه، وقيل: قعره الأقصى.
[٦١ - فضل عامر بن سنان بن الأكوع الأسلمي]
• عن سلمة بن الأكوع قال: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر، فسرنا ليلا، فقال رجل من القوم لعامر: يا عامر، ألا تسمعنا من هنيهاتك؟ وكان عامر رجلا حدَّاء، فنزل يحدو بالقوم يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما اتقينا ... وثَبِّت الأقدام إن لاقينا
وألقين سكينة علينا ... إنا إذا صيح بنا أبينا
وبالصياح عولوا علينا
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من هذا السائق؟ " قالوا: عامر بن الأكوع. قال: "يرحمه الله" قال رجل من القوم: وجبت يا نبي الله، لولا أمتعتنا به؟ فذكر الحديث وفيه:
فلما تصاف القوم كان سيف عامر قصيرا، فتناول به ساق يهودي ليضربه، ويرجع ذباب سيفه، فأصاب عين ركبة عامر، فمات منه. قال: فلما قفلوا، قال سلمة: رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو آخذ بيدي، قال: "ما لك؟ " قلت له: فداك أبي وأمي، زعموا أن