وإني قد بين لي من أمره ما لم يبين لأحد، وإنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وعينه اليمنى عوراء جاحظة، ولا تخفى، كأنها نخامة في حائط مجصص، وعينه اليسرى كأنها كوكب دري، معه من كل لسان، ومعه صورة الجنة خضراء يجري فيها الماء، وصورة النار سوداء تدخن".
رواه عبد اللَّه بن أحمد في مسند أبيه (١١٧٥٢) قال: وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده، حدّثنا عبد المتعال بن عبد الوهاب، حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي، حدّثنا مجالد، عن أبي الوداك، فذكره.
وأخرجه الحاكم (٢/ ٥٩٧) من طريق مجالد وسكت عليه، ولكن قال الذهبي: "مجالد" ضعيف.
وأورده الهيثمي في المجمع (٧/ ٣٤٧) وقال: "رواه أحمد وفيه مجالد بن سعيد، وثقه النسائي في رواية، وقال في أخرى: ليس بالقوي، وضعفه جماعة.
قلت: مجالد هو: ابن سعيد بن عمر الهمداني ضعّفه أكثر أهل العلم، وقال فيه البخاري: "صدوق"، وفي التقريب: "ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره".
وأما ما روي عن أبي عبيدة بن الجراح قال: سمعت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر الدجالَ قومَه وإني أنذركموه" فوصفه لنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وقال: "لعله سيدركه من قد رآني وسمع كلامي" قالوا: يا رسول اللَّه، كيف قلوبنا يومئذ؟ أمثلها اليوم؟ قال: "أو خير". فإسناده ضعيف.
رواه أبو داود (٤٧٥٦)، والترمذي (٢٢٣٤)، وأحمد (١٦٩٢ - ١٦٩٣)، وابن حبان (٦٧٧٨)، والحاكم (٤/ ٥٤٢ - ٥٤٣) كلهم من طريق خالد الحذاء، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن عبد اللَّه بن سراقة، عن أبي عبيدة بن الجراح، فذكره.
وقال الترمذيّ: "هذا حديث حسن غريب من حديث أبي عبيدة بن الجراح، لا نعرفه إلا من حديث خالد الحذاء".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
قلت: في إسناده عبد اللَّه بن سراقة هو الأزدي تابعي، وثّقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو غير العدوي الصحابي.
وقال البخاري: "لا يعرف له سماع من أبي عبيدة".
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (١/ ١٣٠): ". . . في إسناده غرابة، ولعل هذا كان قبلَ أن يبين له -صلى اللَّه عليه وسلم- من أمر الدجال ما بُيِّنَ في ثاني الحال". واللَّه تعالى أعلم.
[٣ - باب يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا]
• عن أنس بن مالك، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة"