للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٣١ - تفسير سورة لقمان وهي مكية، وعدد آياتها ٣٤]

١ - باب قوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (١٢) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (١٣)}

قوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} لقمان اسم رجل صالح حكيم، واشتهر في بلاد العرب والفرس بالحكمة في أقواله وأفعاله، واختلف في أصله فقيل: إنه رجل من أهل الشام كان في عهد داود عليه السلام، وكان قاضيا في بني إسرائيل، وهو من نسل إبراهيم عليه السلام.

وقيل: إنه رجل أسود من سودان مصر وقيل: من الحبشة.

ومن الصعب ترجيح أحد القولين على الآخر.

كما اختلف أهل العلم في كونه حكيما أو نبيا فقال جمهور أهل العلم: إنه كان حكيما لا نبيا لأن القرآن الكريم لم يُشِرْ إلى نبوته.

وكانت حكمتُه معروفة لدى العرب.

فقد ذكر القرطبي في تفسيره (١٤/ ٦١) قول وهب بن منبه: "قرأت من حكمة لقمان أرجح من عشرة آلاف باب".

فإن صحّ هذا النقل من وهب بن منبه فيُحمل قوله هذا على المبالغة إذ لا يوجد من أقواله وحكمه في القرآن الكريم وفي كتب الحديث والتفاسر والسير والتاريخ أزيد من مائة حكمة. منها ما ذكر في القرآن الكريم.

ومنها: ما ذكره مالك في الموطأ في كتاب الكلام (١٧) قال: بلغني أنه قيل للقمان: ما بلغ بك ما ترى؟ يريدون الفضل، فقال: صدقُ الحديث، وأداء الأمانة، وترك ما لا يعنيني.

وذكر أيضا في كتاب العلم (١) قال: بلغني أن لقمان الحكيم أوصى ابنه فقال: يا بنيّ: جالسِ العلماء، وزاحمْهم بركبتك، فإن الله يُحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الله الأرض الميتة بوابل السماء.

ومن حكمه كما ذكره أهل التفسير قوله: يا بني إياك والدَّيْن فإنه ذلّ النهار وهمُّ الليل.

وقوله: من كذبَ ذهبَ ماءُ وجهه، ومن ساء خلقُه كثرَ غمّه.

وقوله: نقل الصخور من مواضعها أيسرُ مِنْ إفهامِ مَنْ لا يفهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>