ومما يدل على أن الخطأ من غير البخاري أن الإسماعيلي أخرجه من طريق نصر بن علي عن أبي أحمد الزبيري، عن إسرائيل، وقال فيه: ابن عباس، ولم ينبه على أن البخاري قال فيه: ابن عمر، فلو كان وقع له كذلك لنبّه عليه كعادته.
ويؤيده إخراج البخاري رواية ابن عون، عن مجاهد، عن ابن عباس في الحج (١٥٥٥) ومما يرجح أن الحديث لابن عباس لا لابن عمر أن ابن عمر كان ينكر على من قال: إن عيسى أحمر، وحلفه على ذلك، وفي رواية مجاهد هذه: "فأما عيسى فأحمر جعد".
فهذا يؤيد أن الحديث لمجاهد عن ابن عباس، لا عن ابن عمر والله أعلم. انظر بعضه في الفتح (٦/ ٤٨٤ - ٤٨٥)، وتحفة الأشراف (٥/ ٢٢٢).
قوله: "جسيم" أي قوي البدن ليس بالجسيم ولا بالنحيف البائن، وإنما هو ضرب من الرجال وسط بينهما.
قوله: "الزُّط" طوال غير غلاظ، فليس هو بالنحيف الهزيل، ولا الطويل الفاحش المفرط في الطول. وقيل: غير ذلك وهذا أولى ما قيل في وصفه.
• عن ابن عباس قال: سرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين مكة والمدينة، فمررنا بواد فقال: "أي واد هذا؟ " فقالوا: وادي الأزرق. فقال: "كأني أنظر إلى موسى - صلى الله عليه وسلم - .. فذكر من لونه وشعره شيئا - لم يحفظه داود - واضعا إصبعيه في أذنيه له جؤار إلى الله بالتلبية، مارًّا بهذا الوادي ... ".
وفي لفظ: "كأني أنظر إلى موسى عليه السلام هابطا من الثنية وله جؤار إلى الله بالتلبية".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٦٦: ٢٦٨، ٢٦٩) من طرق عن داود بن أبي هند، عن أبي العالية، عن ابن عباس .. فذكره.
• عن جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "عُرِضَ عليّ الأنبياء فإذا موسى ضرْبٌ من الرجال كأنه من رجال شنوءة ... ".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٦٧: ٢٧١) من طرق عن الليث، عن أبي الزبير، عن جابر .. فذكره.
٢ - باب أن الله برّأ موسى عليه السلام من العيوب الخَلْقية
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى سوأة بعض، وكان موسى عليه السلام يغتسل وحده فقالوا: والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر قال: فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه قال: فجمح موسى بإثره يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر حتى نظرت بنو