رجل منكم مائة مائة على أن ننجو من أن ينزل فينا قرآن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمار بن ياسر:"أدرك القوم فإنهم قد احترقوا، فاسألهم عما قالوا، فإن هم أنكروا وكتموا، فقل: بلى، قد قلتم كذا وكذا" فأدركهم، فقال لهم الذي أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاءوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعتذرون، وقال مخشي بن حمير: يا رسول الله! قعد بي اسمي واسم أبي، فأنزل الله تعالى فيهم {لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً} فكان الذي عفا الله عنه: مخشي بن حمير، فتسمى: عبد الرحمن. وسأل اللهَ أن يقتل شهيدًا لا يعلم بمقتله، فقُتِل يوم اليمامة، لا يعلم مقتله ولا من قتله ولا يرى له أثر ولا عين.
حسن: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٨٣١) عن الحسن بن الربيع، ثنا عبد الله بن إدريس قال: قال ابن إسحاق، حدثني الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن جده كعب قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن إسحاق، فإنه حسن الحديث إذا صرّح.
قوله:{فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا} أي اتبعتم طريقهم وسلكتم سبيلهم، وهذا وارد مورد التحذير من اتباع سبيلهم، كما جاء في الصحيح:
• عن أبي سعيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه". قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى، قال:"فمن؟ ".
متفق عليه: رواه البخاري في الاعتصام (٧٣٢٠)، ومسلم في العلم (٢٦٦٩) كلاهما من طريق زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، فذكره. واللفظ للبخاري. ولفظ مسلم نحوه.
• عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها، شبرا بشبر وذراعا بذراع". فقيل: يا رسول الله كفارس والروم؟ فقال:"ومَن الناسُ إلا أولئك؟ ".