٤ - باب قوله: {يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (١٧)}
أي أمره بإقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على ما يصيبه في سبيل الدعوة، وأكثر من يصيب البلاء في ذلك هم الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل كما جاء في الحديث:
• عن سعد بن أبي وقاص، قال: قلت: يا رسول الله! أيُّ الناس أشد بلاءً؟ قال: "الأنبياء، ثمَّ الأمثل، فالأمثل، فيبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صُلبًا اشتدَّ بلاؤه، وإن كان في دينه رقَّة ابتُلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتَّى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة".
حسن: رواه الترمذي (٢٣٩٨)، وابن ماجه (٤٠٢٣)، وأحمد (١٤٨١)، وصحّحه ابن حبان (٢٩٠٠) كلهم من طريق حماد بن زيد، عن عاصم، عن مصعب بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقاص، فذكره.
قال الترمذي: "حسن صحيح".
قلت: إسناده حسن فقط؛ لأنَّ عاصما وهو ابن بَهدلة، حسن الحديث.
٥ - باب قوله: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (١٨) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (١٩)}
أي نهى الله عز وجل عن الكبر والاستعلاء، وأمر بالتواضع، وقد جاء في الحديث:
• عن عبد الله بن مسعود، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرّة من كِبْر" قال رجل: إنّ الرّجلَ يحبُّ أن يكون ثوبُه حسنًا، ونعلُه حسنةً. قال: "إنّ الله جميلٌ يحبُّ الجمال" الكِبر بَطَرُ الحقّ، وغَمْط النّاس".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٩١) من طرق عن شعبة، عن أبان بن تغلب، عن فضيل الفقَيميّ، عن إبراهيم النخعيّ، عن علقمة، عن ابن مسعود، فذكره.
• عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "رُبّ أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبرّه".
صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (٢٦٢٢) عن سعيد بن سعيد، حدثني حفص بن ميسرة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
٦ - باب قوله: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (٣٤)}