"أدنيا فكلا". فقالا: إنا صائمان. فقال: "ارحلوا لصاحبيكم، واعملوا لصاحبيكم".
صحيح: رواه النسائيّ (٢٢٦٤)، والإمام أحمد (٨٤٣٦)، وصحّحه ابن خزيمة (٢٠٣١)، وابن حبَّان (٣٥٥٧)، والحاكم (١/ ٤٣٣) كلّهم من طرق عن أبي داود وهو الجفريّ، قال: حَدَّثَنَا سفيان الثوريّ، عن الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشّيخين".
قلت: بل هو على شرط مسلم وحده؛ فإنَّ أبا داود الجفري اسمه عمر بن سعد بن عبيد، لم يخرج له البخاريّ. وإسناده صحيح، ولا يُعله من أرسله عن أبي سلمة.
وقوله: "ارحلوا" أي سدُّوا الرحل لهما على البعير.
٢٠ - باب المفطر أعظم أجرا من الصائم إذا تولى عملًا
• عن أنس بن مالك، قال: كنّا مع النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - في السَّفر، فمنَّا الصَّائم ومنا المفطر، قال: فنزلنا منزلًا في يوم حارٍ، أكثرنا ظلًا صاحب الكساء، ومِنّا من يتّقي الشّمس بيده.
قال: فسقط الصّوام، وقام المفطرون، فضربوا الأبنية وسقوا الركاب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذهب المفطرون اليوم بالأجر".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٢٨٩٠)، ومسلم في الصيام (١١١٩) كلاهما من طريق عاصم الأحول، عن مورِّق العجليّ، عن أنس، فذكره. واللّفظ لمسلم. ولفظ البخاريّ مختصر.
وفي رواية عند مسلم: "فتحزّم المفطرون وعملوا". أي شدّوا أوساطهم وعملوا للصائمين.
[٢١ - باب الصوم في السفر لمن قوي عليه، والفطر لمن ضعف عنه]
• عن أبي سعيد الخدريّ، قال: كنا نغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان، فمنا الصّائم، ومنا المفطر. فلا يجد الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم. يرون أنَّ من وجد قُوة فصام، فإنَّ ذلك حسن، ويرون أن من وجد ضعفًا فأفطر فإنَّ ذلك حسن.
صحيح: رواه مسلم في الحج (١١١٦: ٩٦) عن عمرو الناقد، حَدَّثَنَا إسماعيل بن إبراهيم، عن الجريريّ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكره.
وقد زعم ابن خزيمة في "صحيحه" (٣/ ٢٦٠): وفي حديث ابن عليّة: كنا نغدو (كذا! وأظنّ الصواب: نغزو) مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ولم يقل: في رمضان".
وهو ليس كما زعم، بل في رواية مسلم صريح أنه في رمضان، وإسماعيل بن إبراهيم هو ابن علية. وكذلك قال يزيد بن زريع، عن الجريريّ. ومن طريقه رواه ابن حبَّان (٣٥٥٨).