يعني ابن معمر- قال: حدث عامرُ بنُ سعد عمرَ بنَ عبد العزيز -وهو أمير على المدينة- أن سعدا قال: فذكر الحديث.
وجاء فيه: قال فليح: وأظنه قال: "وإن أكلها حين يُمسي لم يضره شيء حتى يصبح". فقال عمر: انظر يا عامر ما تُحَدِّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أشهد ما كذبت على سعد، وما كذب سعد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فذكر المساء فيه نكارة، تفرّد به فليح وهو ابن سليمان الخزاعي وهو ضعيف ضعّفه ابن معين، وأبو حاتم، والدارمي، والنسائي، وغيرهم، ومشّاه الآخرون إذا لم يخالف، ولم يأت في حديثه بما ينكر عليه. وهنا زاد في المتن ولم يتابعه عليه أحد، ثمّ هو يخالف بما جاء في حديث عائشة: "أول البكرة".
وعند أحمد (٢٤٧٣٥): "أول البكرة على ريق النفس".
[٢٣ - باب العجوة من الجنة]
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم، والكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين".
حسن: رواه الترمذيّ (٢٠٦٦) من طرق، عن سعيد بن عامر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو (هو ابن علقمة) فإنه حسن الحديث.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب وهو من حديث محمد بن عمرو ولا نعرفه إِلَّا من حديث سعيد بن عامر عن محمد بن عمرو".
ورواه أحمد (٨٠٠٢)، والطيالسي (٢٥١٩)، وأبو يعلى (٦٣٩٨) كلهم من حديث أبي بشر، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة فذكر نحوه.
ورواه ابن ماجة (٣٤٥٥) من وجه آخر عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب به.
وشهر بن حوشب لا بأس به في المتابعة فإنه حسن الحديث.
وأبو بشر هو جعفر بن إياس بن أبي وحشية ثقة، وثّقه ابن معين، وأبو زرعة وغيرهم، وضعّفه شعبة في حبيب بن سالم وفي مجاهد. وهو توبع أيضًا.
رواه الترمذي (٢٠٦٨) عن محمد بن بشار قال: حَدَّثَنَا معاذ بن هشام، حَدَّثَنَا أبي، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة: أن ناسا من أصحاب النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: الكمأة جدري الأرض فقال النَّبِي: - صلى الله عليه وسلم - "الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، والعجوة من الجنة، وهي شفاء من السم".
قال الترمذي: "هذا حديث حسن".