اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (٩٧)}
• عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول اللَّه! أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: "المسجد الحرام" قلت: ثم أي؟ قال: "المسجد الأقصى" قلت: كم بينهما؟ قال: "أربعون سنة، وأينما أدركتك الصلاة فصلِّ فهو مسجد".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأنبياء (٣٣٦٦) ومسلم في المساجد (٥٢٠) كلاهما من حديث عبد الواحد، حدّثنا الأعمش، حدّثنا إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: سمعت أبا ذر، قال: فذكره.
وقوله: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ} فيه إشارة إلى نزول آدم عليه السلام في مكة لأن أول بيت وُضِعَ للعبادة لأول إنسان.
وقوله: {بِبَكَّةَ} أي: مكة، لأن لمكة أسماء منها:
بكة، سميت بذلك لأنها تبُكُّ أعناق الظلمة والجبابرة.
وقيل: لأن الناس يتباكّون فيها، أي: يزدحمون.
وروي عن ابن عباس: مكة من الفج إلى التنعيم، وبكة من البيت إلى البطحاء. وقيل غير ذلك.
ومن أسماء مكة: البلد الأمين، وأم القرى، والمقدسة، والحاطمة، والقادس، لأنها تطهر من الذنوب وغيرها.
وقوله: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا}.
قال ابن عباس في قوله تعالى: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} أي: ما عاذ بالبيت أعاذه البيت، ولكن لا يؤوى، ولا يطعم، ولا يسقى، فإذا خرج أخذ بذنبه.
وقوله: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}
• عن أبي هريرة قال: خطبنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "أيها الناس! قد فرض اللَّه عليكم الحج فحجوا". فقال رجل: أكل عام يا رسول اللَّه؟ فسكت حتى قالها ثلاثًا، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لو قلت: نعم، لوجبت، ولما استطعتم" ثم قال: "ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه".
صحيح: رواه مسلم في الحج (١٣٣٧) عن زهير بن حرب، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا الربيع بن مسلم القرشي، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، فذكره.
وفي معناه أحاديث أخرى مذكورة في كتاب الحج.
١٧ - باب قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (١٠٠)