فَوْقِكُمْ} قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أعوذ بوجهك". قال: {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قال: "أعوذ بوجهك". {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هذا أهون أو هذا أيسر".
صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٢٨)، عن أبي النعمان، حدّثنا حماد بن زيد، عن عمرو ابن دينار، عن جابر قال: فذكره.
١١ - باب قوله: {وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (٧٣)}
قوله: {الصُّورِ} هو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل، وفي معناه أحاديث ذكرت في موضعها.
١٢ - باب قوله: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٧٤)}
قوله: {لِأَبِيهِ آزَرَ} ذهب غير واحد من أهل العلم بأن اسم أبي إبراهيم "تارح" اعتمادًا على ما جاء في سفر التكوين: [٢٧: ١١]. وقالوا آزر اسم لصنم كان يعبده، فغلب عليه اسمه.
قلت: لا يمنع أن يكون لأبيه عدة أسماء: "تارح" و"آزر" أو أحدهما اسم، والآخر لقب، أو وقع تحريف في التوراة المزعومة في اسمه كما وقع في مواضع أخرى. فلا ينبغي الإنكار الصريح أن يكون اسمه آزر ما دام سماه اللَّه تعالى به.
١٣ - باب قوله: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (٧٥)}
يعني بيّن اللَّه له وجه الدلالة لوحدانيته تعالى في ملكه وخلقه، وأنه لا إله غيره، ولا ربَّ سواه. وقد يكون ذلك على ظاهره بأن اللَّه تعالى بقدرته أرى إبراهيم عليه السلام ما في السماوات والأرض من العجائب، وجلّى له بواطن الأمور وظواهرها كما روي عن بعض الصحابة والتابعين إِلَّا أنه لم يثبت مرفوعًا.
فقد روي عن مجاهد قال: "فرجت له السماوات، فنظر إلى ما فيهن، حتى انتهى بصره إلى العرش، وفرجت له الأرضون السبع، فنظر إلى ما فيهن.
كذلك ما روي عن سعيد بن جبير قال: "كُشِف له عن أديم السماوات والأرض حتى نظر إليهن على صخرة، والصخرة على حوت، والحوت على خاتم رب العزة، لا إله إلّا اللَّه".
وكذلك ما روي عن سلمان، وعلي، وغيرهما. ذكرها ابن جرير في تفسيره (٩/ ٣٥٠ - ٣٥١) ولا يثبت من ذلك شيء مرفوعًا.