قال الطبراني: "لم يروه عن عبد الملك إلا صالح".
قلت: صالح بن موسى هو ابن إسحاق بن طلحة التيمي قال فيه ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف. وقال ابن حبان: "كان يروي عن الثقات ما لا يُشبه حديث الأثبات".
وكذلك لا يصح ما رُوي عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا: "إن نفس المؤمن تخرج رَشْحًا، ولا أحب موتًا كموت الحمار" قيل: وما موتُ الحمار؟ قال: "موت الفَجْأَةِ". رواه الترمذي (٩٨٠) عن أحمد بن الحسن، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا حُسام بن المِصكِّ قال: حدثنا أبو معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: سمعت عبد الله فذكره.
وحُسام بن المِصَكِّ -بكسر الميم، وفتح المهملة، وبعدها كاف مثقلة، الأزدي أبو سهل البصري ضعَّفه أكثر أهل العلم حتى قال الدارقطني: متروك الحديث. وفي التقريب: "ضعيف، يكاد أن يترك".
[١٧ - باب خروج النفس كارهة]
• عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تبارك وتعالى للنفس: اخرجي. قالت: لا أخرج إلا كارهة. قال: اخرجي وإن كرهت".
صحيح: رواه البخاري في "الأدب المفرد" (٢١٩) والبزار (٩٥٩٠) والبيهقي في "الزهد" (٤٦٠) من حديث موسى بن إسماعيل قال: حدثنا الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، فذكره.
وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا رواه عن أبي هريرة إلا محمد بن زياد، ولا عن محمد إلا الربيع بن مسلم، والربيع بن مسلم ثقة مأمون". أهـ.
قلت: وكذلك محمد بن زياد (وهو القرشي الجمحي)، وموسى بن إسماعيل ثقتان ثبتان.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٢/ ٣٢٥): "رواه البزار ورجاله ثقات".
[١٨ - باب إغماض بصر الميت]
• عن أمِّ سلمة قالت: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي سلمة، وقد شق بصره فأغمضه، ثم قال: "إن الرُوح إذا قُبض تبعه البصر" فضجَّ ناس من أهله فقال: "لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون".
ثم قال: "اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفْه في عقِبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه".
صحيح: رواه مسلم في الجنائز (٩٢٠) عن زهير بن حرب، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن قبيصة بن ذُؤيب، عن أم سلمة فذكرته.