للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١ - باب قوله: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (٢)}

قوله: {زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ} أي يوم القيامة، والأحاديث في أهوال يوم القيامة كثيرة، منها:

• عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يقول الله عز وجل: يا آدم! فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك، قال: يقول أخرج بعث النار. قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين. قال: فذاك حين يشيب الصغير، ". {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} قال: فاشتد ذلك عليهم. قالوا: يا رسول الله! أينا ذلك الرجل، فقال: "أبشروا، فإن من يأجوج ومأجوج ألفا ومنكم رجل" قال: ثم قال: "والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا ربع أهل الجنة". فحمدنا الله، وكبرنا. ثم قال: "والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة". فحمدنا الله، وكبرنا، ثم قال: "والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالرقمة في ذراع الحمار".

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٧٤١)، ومسلم في الإيمان (٢٢٢) كلاهما من طريق الأعمش، حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال: فذكره. واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.

قوله: "فذاك حين يشيب ... " معناه موافق لقوله تعالى: {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا} [سورة المزمل: ١٧].

• عن أنس بن مالك قال: أنزلت {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} إلى قوله تعالى {وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (٢)}: قال: نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في مسير له، فرفع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه، فقال: "أتدرون أي يوم هذا؟ يوم يقول الله لآدم: يا آدم قُمْ، فابعثْ بعثَ النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار، وواحدا إلى الجنة"، قال: فكَبُرَ ذلك على المسلمين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سددوا وقاربوا وأبشروا، فوالذي نفسي بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير، أو كالرقمة في ذراع الدابة، فإن معكم لخليقتين ما كانتا مع شيء قط إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج، ومن هلك من كفرة الإنس والجن".

صحيح: رواه عبد الرزاق في تفسيره (٢/ ٣١) - واللفظ له -، وعبد بن حميد (١١٨٥)،

<<  <  ج: ص:  >  >>