وذهب ابن عباس، وابن سيرين، وعطاء، ومجاهد إلى أنّ من طاف فقد حلَّ مستدلين بالآية، وقالوا: رفع الحرج يدل على الإباحة.
٥٥ - باب كيف السّعي
• عن سعيد بن جبير، قال: رأيت ابن عمر يمشي بين الصّفا والمروة، ثم قال: إنْ مشيتُ فقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي، وإن سعيتُ فقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسعي.
صحيح: رواه النّسائيّ (٢٩٧٧)، والإمام أحمد (٦٣٩٣) كلاهما من حديث عبد الرزاق -وصحّحه ابن خزيمة (٢٧٧٢) ورواه من طريق الضّحّاك- كلاهما عن سفيان الثوريّ، عن عبد الكريم الجزريّ، عن سعيد بن جبير، فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه أبو داود (١٩٠٤) من طريق زهير، والترمذي (٨٦٤) من حديث ابن فضيل، والنسائي (٢٩٧٦)، وابن خزيمة (٢٧٧١)، والإمام أحمد (٥١٤٣) كلّهم من حديث سفيان، وابن ماجه (٢٩٨٨) من حديث الجراح بن مليح والد وكيع -كلّهم أعني: زهيرا، وابن فضيل، وسفيان، والجراح- عن عطاء بن السائب، عن كثير بن جمهان، أنّ رجلًا قال لعبد الله بن عمر بين الصّفا والمروة: يا أبا عبد الرحمن! ، إنّي أراك تمشي والناس يسعون؟ . قال: "إن أمشي فقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي، وإن أسعى فقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسعى، وأنا شيخ كبير".
وعطاء بن السائب مختلط، ولكن روي سفيان عنه قبل الاختلاط، ثم متابعة غيره يدل على أنه لم يختلط في هذا الحديث.
ولكن فيه كثير بن جمهان، قال فيه أبو حاتم: "شيخ يكتب حديثه". وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": "مقبول".
قلت: وهو كذلك لأنه توبع كما أشار إليه الترمذي، فقال عقب الحديث: "هذا حديث حسن صحيح، وروي عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، نحوه" وهو كما سبق.
٥٦ - باب السّعي في بطن المسيل بشدّة
• عن ابن عمر: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا طَافَ بِالْبَيْتِ الطَّوَافَ الأَوَّلَ خَبَّ ثَلاثًا وَمَشَى أَرْبَعًا، وَكَانَ يَسْعَي بِبَطْنِ الْمَسِيلِ إِذَا طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ.
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُ ذَلِكَ.
متفق عليه: رواه البخاري في الحج (١٦١٧)، ومسلم في الحج (١٢٦١/ ٢٣٠) كلاهما من حديث عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
وقوله: "بطن المسيل" وهو المكان الذي يجتمع فيه ماء السيل، وهو الآن يعرف بين العَلَمين الأخضرين.