الحمد للَّه رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فبناءً على طلب بعض الإخوة الكرام أذكر أثباتي إلى كتب الحديث وعلومه، لأن الإسناد من الدين كما قال كثير من أهل العلم:
قال محمد بن سيرين (ت ١١٠ هـ): "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم".
وقال عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي (ت ١٥٧ هـ): "ما ذهابُ العلم إلا ذهابُ الإسناد".
وقال سفيان بن سعيد الثوري الكوفي (ت ١٦١ هـ): "الإسناد سلاح المؤمن إذا لم يكن معه سلاحٌ فبأيِّ شيءٍ يُقاتل؟ ".
وقال عبد اللَّه بن المبارك المروزي (ت ١٨١ هـ): "الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء".
وقال سفيان بن عيينة المكي - (ت ١٩٨ هـ) عندما قيل له حدِّثْهم بغير إسناد-: "انظروا إلى هذا، يأمرني أن أصعدَ فوقَ البيت بغير درجة! ".
ولذا اهتمَّ علماء الحديث من بداية عصر الرواية باستعمال الإسناد في رواية الحديث اهتمامًا بالغًا لا نظير له في الأمم السابقة واللاحقة، وحرصًا على بقاء هذه السلسلة المباركة لا يزال علماء الحديث سائرين على هذا المنهج حتى في الأعصار المتأخرة في رواية كتب الحديث، فإن كلّ كتابِ حديثٍ له شجرة نسب إلى صاحبها، وها أنا أسوق شجرة نسبي إلى بعض كتب الحديث.
١ - إسنادي إلى الجامع الصحيح المختصر المسند من أمور رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وسننه وأيامه، للإمام أبي عبد اللَّه محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري (١٩٤ هـ - ٢٥٦ هـ).
الحمد للَّه لقد قرأت صحيح البخاري بالكمال والتمام في عام (١٣٨٦ هـ) على