أنسا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع يديه حتى يرى بياض إبطيه.
فالصحيح الثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يرفع يديه في الدعاء. وهذا مما لا خلاف فيه بين أهل العلم فيما أعلم.
• عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استسقى حتى رأيت - أو رُئي - بياض إبطيه.
صحيح: رواه ابن ماجه (١٢٧١) - واللفظ له - وأحمد (٨٨٣٠)، وصحّحه ابن خزيمة (١٤١٣) كلهم من طريق سليمان التيمي، عن بركة (هو أبو الوليد)، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة فذكره. وإسناده صحيح.
وفي الباب عن سهل بن سعد قال: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاهرا يديه قط، يدعو على منبره، ولا على غيره، ولكن رأيته يقول: هكذا، وأشار بالسبابة وعقد الوسطى بالإبهام.
رواه أبو داود (١١٠٥)، وأحمد (٢٢٨٥٥)، وصحّحه ابن خزيمة (١٤٥٠)، وابن حبان (٨٨٣)، والحاكم (١/ ٥٣٥ - ٥٣٦) كلهم من طرق، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن معاوية، عن ابن أبي ذباب، عن سهل بن سعد فذكره.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
قلت: في إسناده عبد الرحمن بن معاوية هو ابن الحويرث الأنصاري الزرقي المدني فإنه ممن لا يحتمل تفرده.
وعبد الرحمن بن إسحاق هو: ابن عبد الله بن الحارث القرشي العامري المدني.
وابن أبي ذباب هو: عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث.
[٥ - باب دعاء الله تعالى ببطون الأكف]
• عن مالك بن يسار السكوني ثم العوفي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا سألتم الله، فاسألوه ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها".
حسن: رواه أبو داود (١٤٨٦) عن سليمان بن عبد الحميد البهراني، قال: قرأته في أصل إسماعيل - يعني ابن عياش - حدثني ضمضم، عن شريح، حدثنا أبو ظبية، أن أبا بحرية السكوني، حدثه عن مالك بن يسار فذكره.
قال أبو داود: قال سليمان بن عبد الحميد: له عندنا صحبة. يعني مالك بن يسار.
قلت: وقد ذكره في الصحابة وأخرج حديثه هذا البغوي في معجم الصحابة (٢٠٨٢)، وابن قانع في معجم الصحابة (٣/ ٤٧)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٦٠٢٤) كلهم من طرق، عن إسماعيل بن عياش به.
وإسناده حسن من أجل إسماعيل بن عياش فإنه حسن الحديث إذا روى عن أهل بلده - كما هنا -