صدقته، فضربه أبو جهم، فشجَّه، فأتوا النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: القودَ يا رسول الله! فقال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لكم كذا وكذا" فلم يرضوا، فقال:"لكم كذا وكذا" فرضوا، فقال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنِّي خاطب العشية على الناس ومخبرهم برضاكم؟ " فقالوا: نعم. فخطب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال:"إنَّ هؤلاء الليثيين أتوني يريدون القود، فعرضت عليهم كذا وكذا فرضوا، أرضيتم؟ " قالوا: لا. فهم بهم المهاجرون، فأمر النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أن يكفوا عنهم، فكفوا، ثمّ دعاهم فزادهم، فقال:"أرضيتم؟ " قالوا: نعم، قال:"إنِّي خاطب على الناس ومخبرهم برضاكم، قالوا: نعم، فخطب النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أرضيتم؟ " قالوا: نعم.
صحيح: رواه أبو داود (٤٥٣٤) والنسائي (٤٧٧٨) وابن ماجة (٢٦٣٨) وابن أبي عاصم في الديات (٢٤٧) وصحّحه ابن حبَّان (٤٤٧٨) كلّهم من حديث عبد الرزّاق وهو في مصنفه (١٨٠٣٢) عن معمر، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة فذكرته. وإسناده صحيح.
٢٠ - باب لا يؤخذ أحدٌ من جناية أحدٍ ولو كان من أبيه أو أخيه
• عن أبي رِمْثة قال: انطلقت مع أبي نحو النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي: "ابنك هذا؟ " قال: إي ورب الكعبة قال: "حقًّا" قال: أشهد به، قال: فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضاحكًا من ثبْت شبهي في أبي. ومن حلف أبي عليّ. ثمّ قال: "أما إنه لا يجني عليك، لا تجني عليه" وقرأ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[فاطر: ١٨].
صحيح: رواه أبو داود (٤٤٩٥) والنسائي (١٥٧٢) والتِّرمذيّ (٢٨١٢) وأحمد (٧١٠٩) وصحّحه ابن حبَّان (٥٩٩٥) والحاكم (٢/ ٤٢٥) كلّهم من حديث عبيد الله بن إياد بن لقيط، قال: حَدَّثَنَا إياد بن لقيط، عن أبي رمثة فذكره. واللّفظ لأبي داود، وقد اختصره البعض، ورواه البعض مطوَّلًا. انظر كتاب اللباس باب في الخضاب.
وقال الترمذيّ: "هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إِلَّا من حديث عبيد الله بن إياد، وأبو رمْثة التيمي: اسمه حبيب بن حبَّان، ويقال: اسمه رفاعة بن يثْربي". انتهى.
كذا قال الترمذيّ: حسن، والحق أنه صحيح، وعبيد الله بن إياد، وثَّقه جمع من أهل العلم منهم ابن معين والنسائي والعجلي وأبو نعيم الفضل بن دكين وغيرهم.
ثمّ قوله: لا نعرفه إِلَّا من حديث عبيد الله بن زياد ...
قلت: ليس كما قال بل رواه أيضًا عبد الملك بن أبحر. رواه أحمد (١٧٤٩٢) والنسائي (٤٨٣٢) وابن أبي عاصم في الديات (٣١٥) كلّهم من حديث سفيان بن عيينة، عنه، عن إياد بن لقيط فذكر نحوه. وعبد الملك بن أبحر هو عبد الملك بن سعيد بن حبَّان بن أبحر ثقة.