للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٤ - باب الركوب عند الانصرف]

• عن جابر بن سمرة قال: أتي النبي -صلي الله عليه وسلم- بفرس مُعْرَوْرًى فركبه حين انصرف من جِنازة ابن الدحْداح ونحن نمشي حوله.

وفي رواية: صلَّى رسولُ الله -صلي الله عليه وسلم- على ابن الدحْداح، ثم أُتي بفرس عُرْي فعقله رجل فركبه، فجعل يتوقَّص به، ونحن نَتَّبِعه نَسْعي خلفه، قال: فقال رجل من القوم: إن النبيّ -صلي الله عليه وسلم- قال: "كم من عِذْقٍ معلقٍ (أو مُدَلّي) في الجنة لابن الدحْداح". أو قال شعبة: "لأبي الدحْداح".

وفي رواية: أن النبيّ -صلي الله عليه وسلم- اتبع جنازة أبي الدحْداح ماشيًا، ورجع على فرس.

صحيح: رواه مسلم في الجنائز (٩٦٥) من طرق عن وكيع، عن مالك بن مِغْولٍ، عن سماك بن حربٍ، عن جابر بن سمرة، قال فذكر الحديث.

والرواية الثانية أيضًا عنده من وجه آخر عن محمد بن جعفر، عن شعبة عن سماك به مثله.

والرواية الثالثة عند الترمذي (١٠١٤) من وجه آخر عن أبي قتيبة، عن الجرَّاح، عن سماك به مثله. قال الترمذي: "حسن صحيح".

وقوله: "بفرس مُعْرَوْرًى" وفي لفظ "بفرس عُريٍ" أي لا سرج عليه، يقال: فرس عُري، وقيل أعراء، وقد اعروري فرسه: إذا ركبه عُريا، ولا يقال: رجل عُري، ولكن عُريان.

قال القرطبي: ورواية من روي "بفرس معرور" لا وجه لها.

وقوله: "يتوقص" يتثني ويقارب الخطو.

وقوله: "كم من عِذْقٍ معلق في الجنة لابن الدحْداح" العِذق بالكسر -العرجون، وبالفتح: النخلة. والدحْداح: الرجل القصير دون الربعة.

وقال شعبة: أبو الدحداح، وقال غيره: ابن الدحداح، وإنما قال النبي -صلي الله عليه وسلم- له ذلك القول لقصة جرتْ، وهي: أن يتيمًا خاصم أبا لُبابة في نخلةٍ فبكى الغلام، فقال له النبي -صلي الله عليه وسلم-: "أعطه إياها، ولك بها عِذْق في الجنة" قال: لا. فسمع ذلك ابن الدحْداح فاشتراها من أبي لبابة بحديقة له، ثم قال للنبي -صلي الله عليه وسلم-: ألي بها إن أعطيتُ اليتيم إياها عِذْق في الجنة؟ قال: "نعْم" فلما قبل ذلك قال له النبي -صلي الله عليه وسلم- هذا الكلام. ورُوي غير ذلك. انظر "المفهم" (٢/ ٦٢٣).

• عن ثوبان أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أتي بداية وهو مع الجنازة فأبى أن يركبها، فلما انصرف أتي بدابة فركب، فقيل له: فقال: "إن الملائكة كانت تمشي فلم أكن لأركب وهم يمشون، فلما ذهبوا ركبت".

<<  <  ج: ص:  >  >>