وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" في ترجمة سعد بن معاذ: "رُوي من وجوه كثيرة متواترة، رواه جماعة من الصحابة".
وأمّا ما رُوي عن عمر من اهتزاز عرش الرحمن لبكاء اليتيم، فهو ضعيف.
رواه ابن عدي في الكامل (٢/ ٧٢١ - ٧٢٢) في ترجمة الحسن بن أبي جعفر، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (٢/ ٢٩٩) كلاهما من طريق عمرو بن سفيان القطعيّ، نا الحسن بن أبي جعفر، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن عمر قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّ اليتيم إذا بكى اهتزّ عرش الرحمن لبكائه يقول اللَّه لملائكته: من أبكى عبدي، وأنا أخذت أباه وواريتُه في التراب؟ فيقولون: ربُّنا أعلم به. فيقول: اشهدوا لمن أرضاه أرضيتُه يوم القيامة".
قال ابن عدي: وهذا لا أعرفه إلّا من هذا الطريق.
وفيه الحسن بن أبي جعفر الجفري أبو سعيد الأزديّ، قال البخاريّ: منكر الحديث، وضعفه النسائيّ ويحيى بن سعيد وأحمد وغيرهم.
وفيه أيضًا شيخه علي بن زيد وهو ابن جدعان ضعيف أيضًا.
وفي الباب أيضًا عن أنس بن مالك مرفوعًا: "إذا بكى اليتيم وقعتْ دموعُه في كفّ الرحمن تعالى، فيقول: من أبكي هذا اليتيم الذي واريتُ والديه تحت الثّرى؟ من أسكنه فله الجنة".
رواه الخطيب في تاريخ بغداد (٦٩٥٥) وعنه ابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ١٦٨) من طريق موسى بن عيسى البغداديّ بالرّملة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن حُميد الطويل، عن أنس بن مالك، فذكره.
قال الخطيب: "هذا حديث منكر جدًّا، لم أكتبه إلّا بإسناده، ورجاله كلهم معروفون إلا موسى ابن عيسى فإنه مجهول، وحديثه عندنا غير مقبول".
وقال الذهبي في الميزان (٤/ ٢١٦) في ترجمة موسى بن عيسى البغداديّ: عن يزيد بن هارون بخبر كذب، ونقل عن الخطيب بأنه قال: "هو المتهم به".
٨ - باب ما جاء في ظلّ العرش
• وعن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "سبعةٌ يظلّهم اللَّه في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة اللَّه، ورجل قلبه متعلّق بالمساجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابّا في اللَّه واجتمعا على ذلك وتفرّقا عليه، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شمالُه ما تنفقُ يمينُه".
متفق عليه: رواه مالك في الشعر (١٤) عن خبيب بن عبد الرحمن الأنصاريّ، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة، فذكره.