ومن هذا الطريق رواه مسلم في الزكاة (١٠٣١).
ورواه البخاريّ في الأذان (٦٦٠)، ومسلم في الزكاة كلاهما من حديث يحيى بن سعيد، عن عبيد اللَّه، قال: حدثني حبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، بدون شك.
وقوله: "ويظلهم اللَّه في ظله" -أي ظل عرشه- كما بينته الأحاديث الأخرى، وبه قال أئمة أهل السنة والجماعة، ولم نجد لهم مخالفًا إلا أن أهل الكلام أوَّلوه بالرحمة والعناية.
• وعن أبي هريرة أنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّ اللَّه تبارك وتعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلُّهم في ظلّي يوم لا ظلَّ إلا ظلّي".
صحيح: رواه مالك في الشعر (١٣) عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن معمر، عن أبي الحباب سعد بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره.
ومن طريقه رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٦٦).
• عن العرباض بن سارية قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قال اللَّه عزّ وجلّ: المتحابون بجلالي في ظل عرشي يوم لا ظلَّ إلا ظلّي".
حسن: رواه الإمام أحمد (١٧١٥٨)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٢٥٨) كلاهما من حديث إسماعيل ابن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن العرباض بن سارية، فذكره.
وإسناده حسن من أجل إسماعيل بن عياش الحمصيّ فإنه صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذا منه، فإنّ صفوان بن عمرو وهو السكسكيّ من حمص وهو ثقة.
وعبد الرحمن بن ميسرة هو أبو سلمة الحمصي أيضًا وثقه العجلي وابن حبان، وروى عنه جمع، والراوي عنه صفوان بن عمرو الحمصي من بلده، وهو أعرف عنه من غيره، فمثله يحسن حديثه وخاصة في الشواهد، وإلا فهو "مقبول" كما قال الحافظ في "التقريب"، أي يحتاج إلى المتابعة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٢٧٩) وقال: "رواه أحمد، والطبراني، وإسنادهما جيد". وكذا قال المنذريّ في الترغيب والترهيب أيضًا (٤/ ٤٨) إلّا أنه قصر على أحمد.
• عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "المتحابون في اللَّه في ظل العرش يوم القيامة".
حسن: رواه الإمام أحمد (٢٢٠٣١) عن روح، حدثنا الحجاج بن أسود، عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل، فذكره.
وفيه شهر بن حوشب وفيه كلام مع الانقطاع فإنه لم يلق معاذ بن جبل.
ولكن رواه الطبرانيّ في الكبير (٢٠/ ٧٨)، والبزار في البحر الزّخار (٢٦٧٢)، وعبد اللَّه بن المبارك في الزهد (٧١٥) كلّهم من حديث عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، قال: