متفق عليه: رواه البخاريّ في العيدين (٩٧٩)، ومسلم في العيدين (٨٨٤) كلاهما من حديث عبد الرزاق، قال: حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني الحسن بن مسلم، عن طاوس، عن ابن عباس، فذكره، واللّفظ لمسلم، ولفظ البخاريّ قريب منه.
• عن عوف بن مالك الأشجعيّ قال: كنّا عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تسعةً أو ثمانيةً أو سبعةً. فقال:"ألا تبايعون رسول اللَّه؟ " وكنّا حديثَ عهد ببيعة، فقلنا: قد بايعناك يا رسول اللَّه! ثم قال: "ألا تبايعون رسول اللَّه؟ " فقلنا: قد بايعناك يا رسول اللَّه! ثم قال: "ألا تبايعون رسول اللَّه؟ " قال: فبسطنا أيدينا وقلنا: قد بايعناك يا رسول اللَّه! فعلامَ نبايعُك؟ قال:"على أن تعبدوا اللَّه ولا تشركوا به شيئًا، والصلوات الخمس، وتطيعوا -وأسرَّ كلمةً خفيّةً- ولا تَسْألوا النّاسَ شيئًا" فلقد رأيتُ بعض أولئك النَّفر يسقطُ سوْطُ أحدهم، فما يسألُ أحدًا يناولُه إيّاه.
صحيح: رواه مسلم في الزكاة (١٠٤٣) من طرق عن مروان (وهو ابن محمد الدمشقي)، ثنا سعيد (وهو ابن عبد العزيز)، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولانيّ عن أبي مسلم الخولاني، قال: حدّثني الحبيب الأمين -أما هو فحبيبً إليَّ، وأما هو عندي أمين- عوف بن مالك الأشجعيّ، فذكر الحديث.
٩ - باب وصية نوح عليه السّلام لابنه أن لا يشرك باللَّه
• عن عبد اللَّه بن عمرو، قال: كنا عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فجاء رجلٌ من أهل البادية، عليه جُبّة سِيجَانٍ مَزْرورةٌ بالدّيباج، فقال: ألا إنّ صاحبكم هذا قد وضع كل فارسٍ ابنِ فارس! قال: يريد أن يضع كلَّ فارسٍ ابنِ فارس، ويرفع كلَّ راعٍ ابنِ راع، قال فأخذ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بمجامع جُبّته وقال:"ألا أرى عليك لباسَ مَنْ لا يَعْقِل؟ ! ". ثم قال:"إنّ نبي اللَّه نوحًا -صلى اللَّه عليه وسلم- لما حضرته الوفاةُ قال لابنه: إنّي قاصٌّ عليك الوصية: آمرك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين، آمرك بلا إله إلا اللَّه، فإنّ السّماوات السبع، والأرضين السبع لو وضعت في كِفّة، ووُضِعتْ لا إله الا اللَّه في كفة رَجَحَتْ بهنّ لا إله الا اللَّه. ولو أنّ السماوات السّبع والأرضين السّبع كنَّ حَلْقَةً مُبْهَمَة قَصَمتْهُنّ لا إله الا اللَّه. وسبحان اللَّه وبحمده، فإنّها صلاةُ كلِّ شيء، وبها يرزقُ الخلق. وأنهاك عن الشّرك والكِبْر". قال: قلت -أو قيل- يا رسول اللَّه، هذا الشِّركُ قد عرفناه فما الكِبْر؟ قال: أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان لهما شراكان