ثابت إلينا أجسامنا، فأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه، فنصبه فعمد إلى أطول رجل معه قال سفيان مرة: ضلعا من أضلاعه فنصبه وأخذ رجلًا وبعيرًا فمر تحته.
قال جابر: وكان رجل من القوم نحر ثلاث جزائر، ثمّ نحر ثلاث جزائر، ثمّ نحر ثلاث جزائر، ثمّ إن أبا عبيدة نهاه.
كان عمرو يقول: أخبرنا أبو صالح، أن قيس بن سعد قال لأبيه: كنت في الجيش فجاعوا، قال: انحر، قال: نحرت قال: ثمّ جاعوا، قال: انحر قال: نحرت قال: ثمّ جاعوا قال: انحر قال: نحرت ثمّ جاعوا قال: انحر قال: نهيت.
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٦١) واللّفظ له، ومسلم في الصيد (١٩٣٥: ١٨) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار فذكره.
[١١ - سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل]
كانت في شعبان سنة ست من مهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن بن عوف فأقعده بين يديه وعممه بيده، وقال: اغز بسم الله وفي سبيل الله فقاتل من كفر بالله لا تغل ولا تغدر ولا تقتل وليدًا، وبعثه إلى كلب بدومة الجندل وقال: إن استجابوا لك فتزوج ابنة ملكهم، فسار عبد الرحمن حتَّى قدم دومة الجندل فمكث ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام فأسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي، وكان نصرانيًا وكان رأسهم، وأسلم معه ناس كثير من قومه وأقام من أقام على إعطاء الجزية وتزوج عبد الرحمن تماضر بنت الأصبغ وقدم بها إلى المدينة وهي أم أبي سلمة بن عبد الرحمن.
ذكره الواقدي في مغازيه (٢/ ٥٦٠ - ٥٦٢)، وابن سعد في الطبقات (٢/ ٨٩).
• عن عبد الله بن عمر - في حديث طويل - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر عبد الرحمن بن عوف أن يتجهز لسرية أمّره عليها، فأصبح قد اعتم بعمامة كرابيس سوداء، فدعاه النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، فنقضها، فعممه وأرسل من خلفه أربع أصابع أو نحوها، ثمّ قال:"هكذا يا ابن عوف فاعتم، فإنه أعرف وأحسن"، ثمّ أمر بلالًا، أن يرفع إليه اللواء، فحمد الله، ثمّ قال:"اغزوا جميعًا في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، لا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا، فهذا عهد الله وسنة نبيكم فيكم".
حسن: رواه البزّار (٦١٧٥)، والطَّبرانيّ في الأوسط (٤٦٦٨)، والحاكم (٤/ ٥٤٠) كلّهم من طرق عن أبي الجماهر محمد بن عثمان الدمشقي، حَدَّثَنَا الهيثم بن حميد، حَدَّثَنِي حفص بن غيلان، عن عطاء بن أبي رباح فذكره.