قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار، كان أول مَن سيَّب السوائب".
والوصيلة الناقة البكر، تبكر في أول نتاج الإبل، ثم تثني بعد بأنثى، وكانوا يسيبونها لطواغيتهم، إن وصلت إحداهما بالأخرى ليس بينهما ذكر. والحام: فحل الإبل يضرب الضراب المعدود، فإذا قضى ضرابه ودَعَوه للطواغيت وأعفوه من الحمل، فلم يحمل عليه شيء وسموه الحامي.
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٢٣)، ومسلم في الجنة (٢٨٥٦: ٥١) كلاهما من طريق إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: فذكره.
واللفظ للبخاري ولفظ مسلم مختصر.
• عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "رأيت جهنّم يحطم بعضها بعضًا. ورأيت عمروا يجر قُصْبَه وهو أول من سيب السوائب".
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٢٤)، ومسلم في الكسوف (٣: ٩٠١) كلاهما من طريق يونس، عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قالت فذكرته. والسياق للبخاري، وسياق مسلم طويل.
٣٢ - باب قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٠٥)}
قيل: إنّها نزلت في اليهود والنصارى من أهل الكتاب بأنهم إذا لم يدخلوا في الإسلام، فعليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ من أهل الكتاب. وقيل: إنها نزلت في المشركين المعاهدين الذين يتدينون بالشرك، وقد صولحوا عليه، فلا يضركم إذا اهتديتم أنتم أيها المسلمون. وهذا الذي فهمه أمير المؤمنين أبو بكر الصديق كما جاء في الحديث الآتي:
• عن قيس بن أبي حازم قال: قام أبو بكر، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس إنكم تقرأون هذه الآية {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} وإنا سمعنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إنّ الناس إذا رأوا المنكر لا يغيرونه أوشك أن يعمهم اللَّه بعقابه".
صحيح: رواه أبو داود (٤٣٣٨)، والترمذي (٢١٦٨)، وابن ماجه (٤٠٠٥)، والنسائي في الكبرى (١١٠٩٢)، وأحمد (١)، وصحّحه ابن حبان (٣٠٤) كلهم من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم فذكره. وإسناده صحيح.
• عن عبد اللَّه بن عمرو قال: بينما نحن حول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذ ذكروا الفتنة، أو