قال: حدثنا عُبادةُ بن زياد الأسدي، قال: حدثنا زهير بن معاوية، عن عبيدالله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر فذكر مثله.
وإسناده حسن لأجل عُبادة بن زياد الأسدي، ويقال: عباد بن زياد أيضًا مختلف فيه، قال موسي بن هارون الحمَّال: تركت حديثه. وقال ابن عدي: عُبادةُ من أهل الكوفة، من الغالين في التشيع، وله أحاديث مناكير في الفضائل. انتهى.
قلت: لعل موسي بن هارون تركهـ لأحاديثه في الفضائل. وأما في غير الفضائل فهو صدوق لأنه لم يُتَّهَم ولذا قال الحافظ في القريب: " صدوق رُمِيَ بالقدر والتشيع"، إلا أن الهيثمي قال في "المجمع" (٢/ ٢٤): ورواه الطبراني في الكبير والأوسط، ورجاله موثقون إلا شيخ الطبراني محمد ابن أحمد بن النضر الترمذي ولم أجد من ترجمة. وذكر ابن حبان في الثقات في الطبقة الرابعة محمد بن أحمد بن النضر ابن ابنة معاوية بن عمرو فلا أدري هو هذا أم لا؟ . انتهى.
قلت: ترجم الحافظ في "اللسان" (٥/ ٤٦) محمد بن أحمد بن نصر الترمذي أبا جعفر الفقيه المتوفي سنة ٢٩٥ هـ، قال فيه الخطيب: كان ثقة من أهل العلم والفضل والزهد.
فالظاهر أنّ هذا هو شيخ الطبراني، فإنه ولد عام ٢٦٠ هـ، وتوفي عام ٣٦٠ هـ فأدركه وعمره خمس وثلاثون سنة. انظر: تاريخ بغداد (١/ ٣٦٥).
[٤٧ - باب ما روي في النهي عن إقامة الحدود في المساجد]
لم يثبت في هذا الباب شيءٌ يعتمد عليه إلا ما رواه أبو داود (٤٤٩٠) عن هشام ابن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا الشُّعيثي، عن زفر بن وَثيمة، عن حكيم بن حزام أنه قال: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يستقاد في المساجد، أو تُنشد فيه الأشعار، وأن تقامَ فيه الحدود".
وفيه انقطاع، فإن زُفر بن وَثِيمة لم يلق حكيم بن حزام، كما اختلف في رفعه ووقفه، فرفعه صدقة بن خالد، عن الشُّعيثي، ورواه الإمام أحمد (١٥٥٨٠) عن حجاج -وهو: ابن محمد المِصِّيصي عن الشُّعيثي موقوفًا على حكيم بن حزام.
وأورده الحافظ ابن حجر في "بلوغ المرام" وقال: رواه أحمد وأبو داود بسند ضعيف.
قلت: لعله يقصد به الانقطاع، مع تجهيل ابن القطان لزُفر بن وَثيمة، ولا تنفعه متابعة العباس ابن عبد الرحمن المدني، لأنه مجهول. رواه الإمام أحمد (١٥٥٧٩) عن وكيع، حدثنا محمد بن عبد الله الشُّعَيثي، عن العباس بن عبد الرحمن المدني، عن حكيم بن حزام مرفوعًا: "لا تُقام الحدود في المساجد ولا يُستفاد فيها".
واضطرب الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى، فقال في "بلوغ المرام": "رواه أحمد وأبو داود