ورواه أيضًا أبو داود (٣٧٤٠)، والنسائي في الكبرى (٦٦١٠)، وابن حبان (٥٣٠٣)، والبيهقي (٧/ ٢٦٤) كلّهم من طرق، عن أبي الزبير، ولم يذكروا فيه:"الصوم".
١١ - باب من دُعي إلى طعام وهو صائم فلم يفطر عندهم
• عن أنس بن مالك قال: دخل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على أمِّ سُليم، فأتتْه بتمر وسمن. قال: أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه، إني صائم، ثم قام إلى ناحية من البيت فصلَّي غير المكتوبة، فدعا لأمّ سُليم وأهل بيتها. فقالت أمُّ سليم: يا رسول الله، إنّ لي خُويصة، قال: ما هي؟ قالت: خادمُك أنس. فما ترك خير آخرةٍ ولا دنيا إلّا دعا به:"اللهمّ ارزقه مالًا وولدًا، وباركْ له".
فإني لمن أكثر الأنصار مالًا. وحدثتني ابتي أمينةُ أنه دُفن لصلبي مقدم الحجاج البصرة بضعٌ وعشرون ومائة.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الصوم (١٩٨٢) من طريق حميد، عن أنس بن مالك قال (فذكره).
ورواه البخاري في الدعوات (٦٣٣٤) عن قيس بن الربيع، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٨٠) من طريق أبي داود (هو الطيالسي) كلاهما عن شعبة، عن قتادة، قال: سمعت أنسًا قال: قالت أمُّ سُليم للنبيّ: "أنسٌ خادمُك" الحديث مقتصرًا على شطره الأخير.
ورواه البخاريّ في الدعوات (٦٣٧٨، ٦٣٧٩)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٨٠) من طريق محمد بن جعفر غُنْدَر، حدثنا شعبة، قال: سمعت قتادة، عن أنس، عن أمّ سليم أنها قالت:"يا رسول الله، أنس خادمك" الحديث، فجعله من مسند أمِّ سُليم.
١٢ - باب من دُعي إلى طعام فأفطر، ليس عليه قضاء
• عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: آخي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمانُ أبا الدّرداء، فرأى أمَّ الدرداء متبذِّلة، فقال لها: ما شأنُك؟ قالت: أخوك أبو الدّرداء ليس له حاجة في الدّنيا. فجاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا، فقال له: كلْ. قال: فإني صائم. قال: ما أنا بآكل حتى تأكل. قال: فأكل. فلما كان الليل ذهب أبو الدّرداء يقوم، قال: نم، فنام. ثم ذهب يقوم: فقال: نم. فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن، فصلَّيا. فقال له سلمان: إنَّ لربِّك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعط كلَّ ذي حق حقّه. فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم:"صدق سلمان".