واللون الرابع: عن هشام، عن ابن سيرين، قال: "ما رأيته افتتح صلاة تطوع إِلَّا بركعتين خفيفتين".
رواه ابن أبي شيبة عن أبي أسامة، عن هشام، به.
والأقرب إلى الصواب من هذا الاختلاف أنه من فعل النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، ويشهد له حديث عائشة السّابق. ولا يُعلّ برواية من رواه موقوفًا على أبي هريرة، بل الأشبه أن المرفوع والموقوف كلاهما محفوظ. والله تعالى أعلم.
٢١ - باب أفضل الصّلاة طول القنوت
• عن جابر بن عبد الله أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الصّلاة طول القنوت".
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٥٦) من حديث أبي الزُّبير، عن جابر فذكره.
ورواه من طريق أبي سفيان عن جابر قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الصّلاة أفضل؟ فقال: "طول القنوت".
قال النوويّ: المراد بالقنوت هنا القيام باتفاق العلماء فيما علمتُ.
قلت: القصد هنا صلاة الليل، لأن الصّلاة المفروضة المستحب فيها التخفيف.
• عن عبد الله بن مسعود قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال حتَّى هممتُ بأمرِ سوءٍ، قال: قيل: وما هممتَ به؟ قال: هممتُ أن أجلس وأدعه.
متفق عليه: رواه البخاريّ في التهجد (١١٣٥)، ومسلم في صلاة المسافرين (٧٧٣) كلاهما من حديث الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله فذكره، واللّفظ لمسلم. ولفظ البخاريّ نحوه أيضًا.
• عن حذيفة قال: صلَّيتُ مع النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثمّ مضى، فقلت: يُصَلِّي بها في ركعة فمضى، فقلت: يركع بها، ثمّ افتتح النساء فقرأها. ثمّ افتح آل عمران فقرأها. يقرأ مترسِّلًا، إذا مرَّ بآية فيها تسبيح سَبَّح. وإذا مرَّ بسُؤَال سأَل، وإذا مرَّ بتعوذٍ تعوَّذَ. ثمَّ ركع فجعل يقول: "سبحان ربي العظيم" فكان ركوعه نحوًا من قيامه، ثمّ قال: "سمع الله لمن حمده" ثمّ قام طويلًا قريبًا مما ركع، ثمّ سجد فقال: "سبحان ربي الأعلى" فكان سجوده قريبًا من قيامه.
وفي رواية من الزيادة: فقال: "سَمِع الله لمن حمده ربنا لك الحمد".
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٧٢) من طرق عن الأعمش، عن سَعْد بن عبيدة، عن المستورد بن الأحْنف، عن صِلة بن زفر، عن حذيفة فذكره.
• عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أَبيتُ عند باب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأُعْطِيه وَضُوءه