• عن أنس بن مالك في قصة غزوة بدر قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض" قال: يقول عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول اللَّه! جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال:"نعم" قال: بخ بخ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما يحملك على قول بخ بخ؟ " قال: لا، واللَّه يا رسول اللَّه! إلا رجاءة أن أكون من أهلها، قال:"فإنك من أهلها" فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل.
صحيح: رواه مسلم في الإمارة (١٤٥: ١٩٠١) من طرق عن هاشم بن القاسم، حدّثنا سليمان (هو ابن المغيرة) عن ثابت، عن أنس، فذكره.
• عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: يا محمد، أرأيت جنة عرضها السماوات والأرض فأين النار؟ قال:"أرأيت الليل الذي قد ألبس كل شيء فأين جعل النهار؟ " قال: اللَّه أعلم، قال:"كذلك يفعل اللَّه ما يشاء".
صحيح: رواه إسحاق بن راهويه (٤٣٧)، والبزار (٩٣٨٠)، وصحّحه ابن حبان (١٠٣)، والحاكم (١/ ٣٦) كلهم من طريق عبد الواحد بن زياد، ثنا عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن الأصم، ثنا يزيد ابن الأصم، عن أبي هريرة، فذكره.
ووقع في مسند البزار وصحيح ابن حبان:"عُبيد اللَّه بن عبد اللَّه"، وفي مسند إسحاق بن راهويه ومستدرك الحاكم:"عَبد اللَّه بن عبد اللَّه". وكلاهما أخوان يرويان عن عمهما يزيد بن الأصم، وهما صدوقان. وأما ابن حجر فقال عن عُبيد اللَّه:"مقبول"، لكن روى عنه أئمة كبار، وأخرج له مسلم في صحيحه، وذكره ابن حبان في الثقات. فالإسناد مهما دارَ، دارَ على صدوقٍ فهو حسن.
وقال الحاكم:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولا أعلم له علة".