أبيه، عن جدِّه أبي خالد السلمي: "لا يُدري من هؤلاء، روى عنه أبو المليح الرقي".
والقصة التي أشار إليها الهيثمي هي أنَّ جدّه خرج زائرًا لرجل من إخوانه فبلغه أنه شاكي قبل أن يدخل عليه، فدخل عليه فقال: "أتيتك زائرًا، وأتيتك عائدًا، ومبشِّرًا. قال: كيف جمعت هذا كله؟ قال: خرجت وأنا أُريد زيارتك فبلغني شكايتك فكانت عيادة، وأُبشِّرك بشيءٍ سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر الحديث.
وفي الباب أيضًا عن عائشة مرفوعًا: "إذا كثرت ذنوب العبد، ولم يكن له ما يكفرها من العمل، ابتلاه الله عزَّ وجلَّ بالحزن ليكفرها عنه".
رواه الإمام أحمد (٢٥٢٣٦)، والبزار (٣٢٦٠ - كشف) كلاهما من طريق حسين بن علي، عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن عائشة، فذكرته.
وليث هو ابن أبي سليم، وهو ضعيف.
١٥ - باب إذا أحبَّ الله عبدًا ابتلاه
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله منه خيرًا يُصب منه".
صحيح: رواه مالك في العين (٧) عن محمد بن عبد الله بن أبي صعصعة، أنَّه قال: سمعت أبا الحُباب سعيد بن يسار يقول: سمعت أبا هريرة يقول، فذكر الحديثَ.
ومن طريقه رواه البخاري في المرضى (٥١٤٥).
• عن محمود بن لبيد، قال: إنَّ رسول الله قال: "إنَّ الله إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن صبر فله الصبرُ، ومن جزع فله الجزعُ".
حسن: رواه الإمام أحمد (٢٣٦٢٣، ٢٣٦٣٣، ٢٣٦٤١) من طرق عن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن أبي عمرو، وهو مولى المطلب، فإنَّه مختلف فيه غير أنَّه حسن الحديث، وقد روى له الجماعة.
وأورده المنذري في "الترغيب" (٥١١٦) وقال: رواه أحمد، ورواته ثقات، ومحمود بن لبيد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -، واختلف في سماعه".
قلت: محمود بن لبيد من صغار الصحابة، وجل روايته عن الصحابة، ولذا ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال: "يروي المراسيل"، ثمَّ قال: وذكرته في الصحابة لأنَّ له رؤية". ورجَّح ابن حجر كونه من الصّحابة، فذكره في القسم الأول من الإصابة، وقال في "التقريب": "صحابي صغير، وجلّ روايته عن الصّحابة، مات سنة ستٍّ وتسعين".
• عن عبد الله بن مغفل قال: إنَّ رجلًا لقي امرأةً كانت بغيًّا في الجاهلية، فجعل