يلاعبها، حتَّى بسط يده إليها، فقالت المرأة: مه! فإنَّ الله عزَّ وجلَّ قد ذهب بالشرك. وقال عفَّان مرَّةً: ذهب بالجاهلية، وجاءنا بالإسلام، فولَّي الرجل، فأصاب وجهه الحائط، فشجَّه، ثمَّ أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره فقال: أنت عبد أراد الله بك خيرًا، إذا أراد الله عزَّ وجلَّ بعبد خيرًا عجَّل له عقوبة ذنبه، وإذا أراد بعبدٍ شرًّا أمسك عليه بذنبه، حتى يوافي به يوم القيامة كأنه عَيْرٌ".
صحيح: رواه الإمام أحمد (١٦٨٠٦) عن عفان، قال: حدَّثنا حمَّاد بن سلمة، عن يونس، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل، فذكر مثله.
وصحّحه ابن حبان (٢٩١١) والحاكم (١/ ٣٤٩، ٤/ ٣٧٦ - ٣٧٧) كلاهما من هذا الوجه. قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
وأورده الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ١٩١) وقال: "رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، وكذلك أحد إسنادي الطبراني".
وإسناده صحيح، وفيه الحسن بن أبي الحسن البصري الإمام، وهو مدلس، وقد عنعن، إلَّا أنَّ الإمام أحمد صرَّح بأنَّه سمع من عبد الله بن مغفَّل، وأنس بن مالك، وابن عمر، فلعلَّ هذا ممَّا سمع منه. ثم إن ابن حبان قد أخرجه في صحيحه، وهذا مما يطمئن في صحة سماعه عنه كما ذكره في المقدمة في مسألة المدلسين.
وفي الباب عن أنس مرفوعًا: "عِظَم الجزاء مع عظم البلاء، وإنَّ الله إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط".
رواه الترمذي (٢٣٩٦)، وابن ماجه ٤٠٣١)، كلاهما من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعد بن سنان، عن أنس، فذكر مثله، ولفظهما سواء.
وساق الترمذي بالاسناد نفسه لفظًا آخر مرفوعًا، وهو: "إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشرَّ أمسك عنه بذنبه حتَّى يوافي به يوم القيامة". وقال: "حسن غريب من هذا الوجه".
قلت: بل هو ضعيف جدًّا؛ فإنَّ سعد بن سنان الكندي ضعيف، ضعفه أحمد، والنسائي، والدارقطني، والجوزجاني، والذهبي، والجماهير، وأمَّا الحافظ؛ فليِّن القول فيه، فقال: "صدوق له أفراد".
ولعلَّ قوله: "له أفراد" إشارة إلى قول الإمام أحمد: "روي خمسة عشر حديثًا منكرةً كلها، ما أعرف منها واحدًا".
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أنس بن مالك، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنَّه قال لأصحابه: "إذا مرضتم فلا تتمنَّوا العافية، فإنَّ المرض خيرٌ للمؤمن من الصحة، والمرض هدية الله عزَّ وجلَّ للعباد".