وقد روي موصولا ولا يصح. رواه الترمذي (٢٢٨٨) والحاكم (٤/ ٣٩٣) كلاهما من طريق يونس بن بكير، حدثني عثمان بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة فذكرته.
قال الترمذي: هذا حديث غريب، وعثمان بن عبد الرحمن ليس عند أهل الحديث بالقوي.
وأما الحاكم فقال: "هذا حديث صحيح الإسناد"
قلت: ليس كما قال، فإن عثمان بن عبد الرحمن هو الوقاصي - نسبة إلى جده الأعلى أبي وقاص، ضعيف باتفاق أهل العلم، بل كذبه ابن معين، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الموضوعات لا يجوز الاحتجاج به، وبه أعله الذهبي في تلخيص المستدرك فقال: "متروك"
• عن ابن عمر قال: قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "رأيت غنما كثيرة سوداء، دخلت فيها غنم كثيرة بيض" قالوا: فما أولته يا رسول اللَّه؟ قال: "العجم يشركونكم في دينكم وأنسابكم" قالوا: العجم يا رسول اللَّه؟ قال: "لو كان الإيمان معلقا في الثريا لناله رجال من العجم، وأسعدهم به الناس"
حسن: رواه الحاكم (٤/ ٣٩٥) عن أبي الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى البزار، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن دينار، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن دينار، فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وأما الحاكم فقال: صحيح على شرط البخاري.
تنبيه: وقع في مطبوعة المستدرك: "عبد الرحمن، عن عبد اللَّه بن دينار" والصواب: عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن دينار" كما في إتحاف المهرة (٨/ ٣٢٤)
وروي نحوه عن أبي أيوب عند الحاكم (٤/ ٣٩٥) والتعبير فيه من قبل أبي بكر، إلا أن المحفوظ هو المرسل كما قال الدارقطني في العلل (٨٠).
١٤ - باب رؤى الصحابة التي قصّوها على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-
• عن ابن عمر قال: كنت غلاما شابا عزبا في عهد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكنت أبيت في المسجد، وكان من رأى مناما قصه على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقلت: اللهم! إن كان لي عندك خير فأرني مناما يعبره لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فنمت فرأيت ملكين أتياني، فانطلقا بي، فلقيهما ملك آخر، فقالا لي: لن تراع، إنك رجل صالح، فانطلقا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا فيها ناس قد عرفت بعضهم، فأخذا بي ذات اليمين، فلما أصبحت ذكرت ذلك لحفصة، فزعمت حفصة أنها قصتها على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: "إن عبد اللَّه رجل صالح، لو كان يكثر الصلاة من الليل".