"ألا إنّ ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا ... وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك ... ".
صحيح: رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٦٥) من طرق عن معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشِّخير، عن عياض بن حمار المجاشعي، فذكره في حديث طويل.
٣ - باب قوله: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (٢٦)}
أي: الملك الحق يوم القيامة يكون لله عز وجل فقط، ويومئذ تبطل ممالك ملوك الدنيا، ولا يبقى سوى ملكه عز وجل، وقد جاء في الصحيح:
• عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يقبض الله الأرض يوم القيامة، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟ ".
متفق عليه: رواه البخاري في التوحيد (٧٣٨٢)، ومسلم في كتاب صفة القيامة (٢٧٨٧) كلاهما من حديث عبد الله بن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره.
وفي هذا المعنى أحاديث أخرى كثيرة، وهي مذكورة في كتاب الإيمان.
٤ - باب قوله: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًاتَرْتِيلًا (٣٢) وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (٣٣) الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (٣٤)}
• عن ابن عباس قال: قال المشركون: إن كان محمد كما يزعم نبيا، فلم يعذّبه ربه، ألّا ينزل عليه القرآن جملة واحدة، ينزل عليه الآية والآيتين والسورة؟ . فأنزل الله على نبيه جواب ما قالوا: {لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً} إلى {وَأَضَلُّ سَبِيلًا}.
حسن: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٨/ ٢٦٨٩)، والمقدسي في الأحاديث المختارة (١٠/ ١١٩ - ١٢٠) كلاهما من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد، حدثني أبي، عن أبيه، عن أشعث بن إسحاق القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل أحمد بن عبد الرحمن وعبد الله بن سعد، وأشعث بن إسحاق وجعفر بن أبي المغيرة، فكلهم حسن الحديث.
وقوله: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ} أي: الكفار يوم القيامة يحشرون إلى جهنم على وجوههم.